ذات صلة

جمع

هل تسيطر الولايات المتحدة على غزة الفارغة بعد مقترحات ترامب الصادمة؟

‏قالت وكالة "بلومبيرغ"، إن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع...

إسرائيل تمضي قدمًا في خطة إجلاء سكان غزة وسط تنديد دولي

أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليماته للجيش بوضع...

‏هل يدفع ياسر العطا السودان نحو التحول لمركزٍ للأنشطة الإرهابية؟

في ظل الصراع الدامي في السودان، برزت تحالفات وميليشيات...

الإخوان في سوريا.. صراع النفوذ بين التغلغل والإقصاء

بينما تخطو سوريا نحو مرحلة جديدة من إعادة التوازن...

خضوع وإذلال وسفك دماء المدنيين.. هل البرهان دمية كرتي والإخوان في السودان؟

مع دخول الحرب في السودان لعامها الثاني على التوالي،...

‏هل يدفع ياسر العطا السودان نحو التحول لمركزٍ للأنشطة الإرهابية؟

في ظل الصراع الدامي في السودان، برزت تحالفات وميليشيات متعددة بالبلاد المحترقة بسبب الحرب، من بينها كتيبة البراء بن مالك، وهي مجموعة إسلاموية متشددة، تتبع المنهج الجهادي، ومتهمة بارتكاب جرائم حرب.

‏كما أكدت مؤخرًا العديد من التقارير، ارتباط ياسر العطا، مساعد متزعم الجيش السوداني وشخصية بارزة في المشهد السياسي العسكري، بشكل وثيق بهذه الكتيبة الإجرامية الجهادية، ما يثير مخاوف حول إمعان الجيش الرسمي للسودان بالأعمال الإرهابية، بسبب تحول ضباطه إلى أدوات لتنفيذ المشاريع المتطرفة، مثل مشروع الجماعة الإسلامية في السودان.

‏علاقة ياسر العطا بكتيبة البراء

‏بحسب تقارير سودانية وعربية، تبين أن ياسر العطا لعب دورًا محوريًا في تعزيز وتشجيع كتيبة البراء بن مالك، وحثها على العنف ضد المدنيين والتستر على جرائمها ضد الإنسانية. وفي مقابلات للجزيرة نت، تحدث العطا عن لقاءاته مع مجموعات سماها “المقاومة الشعبية”، مشيرًا إلى “كتيبة البراء” كواحدة من المجموعات التي يدعمها الجيش السوداني.

ووصفها بأنها تتمتع بالاستقلالية تحت قيادة الجيش، ما يشير إلى درجة عالية من الدعم والتنسيق بين الجيش الرسمي والمليشيات الإسلامية، وإعطاء الغطاء لهذه الميليشيا لتنفيذ أجندتها الإرهابية.

ومن ثم أثار ارتباط العطا بمثل هذه المجموعات المخاوف بشأن تحول الجيش إلى أداة للأجندات الإرهابية. وهذا التحول يمكن أن يتضمن عدة جوانب خطيرة منها: تدريب وتسليح المليشيات؛ حيث تشارك القوات السودانية في تدريب وتسليح مجموعات مثل كتيبة البراء الجهادية، ما يمنحها قوة عسكرية كبيرة ويمكنها من القيام بأعمال عنف عابرة للحدود، تهدد الأمن الإقليمي لدول الجوار، وقد يتمدد خطرها إلى أوروبا والغرب.

كما توجد مخاوف من الاستفادة من الفوضى، حيث جعل الفوضة غطاءً لتنفيذ عمليات إرهابية، حيث يمكن للمليشيات استغلال الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها وتنفيذ هجمات، خاصة وإن كانت تعمل تحت مظلة مؤسسة تعتبر نفسها رسمية.

مخاوف من تحول الجيش السوداني إلى جماعة إرهابية


بالإضافة إلى المخاطر الإقليمية والدولية، التحول الاحتمالي للجيش السوداني إلى مشاريع إرهابية ينطوي على مخاطر كبيرة.

‏ويمكن أن يؤدي إلى النزوح الجماعي بسبب العمليات الإرهابية المتزايدة للمجموعات الإسلاموية المتطرفة إلى تزايد النزوح الجماعي، ما يؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي، وتوسع دائرة الإرهاب، حيث بإمكان المليشيات السودانية توسيع عملياتها إلى الدول المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر، تحت مظلة “الجهاد في سبيل الله ضد الطواغيت”، بحسب مسمياتهم، ما يرفع نسبة التهديد على الأمن الإقليمي.

وفي ظل ذلك، زادت التوترات الدولية، بسبب تأثيرات هذه المشاريع الإرهابية قد تجبر الدول الأخرى على التدخل، سواء عسكريًا أو سياسيًا، ما يؤدي إلى توترات دولية ومحاولات لصدّ النفوذ الإرهابي، وتحويل السودان إلى محرقة يتم فيها استقطاب وصهر المجموعات الجهادية الإرهابية من كل دول العالم، ما يضع السودان في أتون حرب وجودية تؤدي إلى دمار البلاد عن بكرة أبيها.

كما أثر ذلك على الاقتصاد، بفعل الصراع العسكري المتدهور يؤثر على الاستثمارات والتجارة، ما يضر باقتصاد السودان والدول المجاورة، والسودان يعتبر من الدول ذات البيئة الخصبة والغنية بالثروات، التي تحتاج للاستخراج والاستثمار، بما يعود بالفائدة من مكتسباته الاقتصادية على الشعب، بينما تتم اليوم سرقة مقدرات السودان من قبل الجيش وسلطة الأمر الواقع ودفع هذه المقدرات لاستجلاب الجماعات الإرهابية المتطرفة من كافة أصقاع العالم، للقتال تحت مظلة المؤسسة العسكرية المغتصبة من الجماعة الإسلامية.

مركز للأنشطة الإرهابية

‏وكل ذلك يرجع إلى ارتباط ياسر العطا بكتيبة البراء بن مالك تحديًا وجوديًا للجيش السوداني من حيث تحوله إلى أداة للأجندات الإرهابية. وهذا الارتباط يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والدولي، حيث يمكن أن يتحول السودان إلى مركز للأنشطة الإرهابية العابرة للحدود. ناهيك عن ارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب السوداني.

وبناءً عليه، يجب على المجتمع الدولي والقوى المحلية أن تعمل بجد لتفكيك ارتباط الجيش السوداني بالجماعات الجهادية، وسحب الغطاء القانوني من يد أفراد الجيش مثل ياسر العطا وزمرته الفاسدة، في سبيل إنقاذ السودان من الحرب المستعرة، واستعادة السلطة في قبضة القوى المدنية والسياسية.

spot_img