ذات صلة

جمع

الإخوان تُطبق ” كماشتها” على البرهان.. انقلاب الحلفاء وسط ضغوط دولية لاستئصالهم

تضيق الأمور على الجيش السوداني وقادته كـ"الكماشة" من كل...

القوات الأوروبية في أوكرانيا.. تصعيد محفوف بالمخاطر وسط غياب أمريكي

يثير الحديث عن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا...

الحوثيون يعمقون النزاعات القبلية في ذمار بحملة اختطافات ومداهمات واسعة

تواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران فرض سيطرتها بالقوة...

خلافات حادة بين الإخوان والجيش السوداني.. هل يطيح “كرتي وهارون” بـ”البرهان”؟

رغم الهيئة القوية واللهجة الحاسمة التي يبدو بها علنًا...

الإخوان تُطبق ” كماشتها” على البرهان.. انقلاب الحلفاء وسط ضغوط دولية لاستئصالهم

تضيق الأمور على الجيش السوداني وقادته كـ”الكماشة” من كل الجوانب لتطبق عليه تمامًا بعدما استغل كل السبل والدعم الدولي لقتل المدنيين وتدمير البلاد بلا عقاب، منذ سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ليكون حليفه الأول الإخوان هو أول من سيطبق كماشته عليه.

الإخوان تنقلب على البرهان

مع استمرار خضوع وتنازل الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، للإخوان، يواجه حاليًا ضغوطًا وانتقادات لاذعة، حيث خلال الأسبوع الماضي، اجتمع مع القيادي البارز في الحركة الإسلامية علي كرتي و رئيس حزب المؤتمر الوطني “المحلول” أحمد هارون المطلوب للعدالة الدولية، في مدينة بورتسودان، ووجهًا للبرهان انتقدا بعنف بالغ بسبب التطورات المتسارعة على الصعيدين العسكري والسياسي.

وكشفت مصادر مزيدًا من التفاصيل بشأن لقاء آخر بين كرتي والبرهان، هدد فيه القيادي الاخواني قائد الجيش السوداني بالكشف عن الكثير من الوثائق السرية المفصلية المتعلقة بالحرب الحالية وانقلاب أكتوبر 2021، وعملية فض الاعتصام في حال استمراره في الأنصياع للضغوط الدولية والاقليمية.

وأكدت مصادر سياسية، عن وجود ورقة جديدة على طاولة الحل للأزمة السودانية وضعها تحالف دولي ضم دول الوساطة بالتعاون مع دول إقليمية، منها دول حليفة للمؤسسة العسكرية، تتضمن الورقة خطة عاجلة قد لا يتجاوز تنفيذها شهر، للقضاء على المد الإسلامي الإخواني بالسودان واقتلاعه من جذوره عبر عدة آليات عديدة قالت إنها متاحة.

ورجحت المصادر، أن ذلك جاء لسببين: أولهما أن قائد الجيش السوداني أخل باتفاق سبقت موافقته عليه، حيث كان من المقرر بعد خطة الانسحاب أن يؤكد القائد ذهابه للتفاوض ولكن القيادات الإسلامية حاصرت البرهان ومنعته من تنفيذ الخطوة.

وبعد الاجتماع وعدول البرهان عن رأيه، خرج قائد كتيبة البراء وصرح بأن لا تفاوض مع الدعم السريع، الأمر الذي كشف لهذه الدول أن قادة الكتائب الإسلامية هم الذين يقررون بدلًا عن البرهان، بصفتهم الطرف الأقوى لذلك إن أمر إزاحته كعقبة أصبح ضرورة أكثر من التفاوض.

جرائم كتائب البراء باسم الجيش السوداني

والسبب الثاني الذي دفع الدول لقرار اقتلاع الإسلاميين هو الجرائم الاخيرة التي قامت بها كتائب البراء ودرع السودان، والتي نسفت رصيد المؤسسة العسكرية من الدعم الدولي بسبب الجرائم الوحشية التي ارتكبتها البراء باسم الجيش؛ مما يعني أن الانتظار لقرار عسكري لقبول التفاوض أو رفضه بعيدًا عن رغبة الإسلاميين لن يتحقق لطالما أنهم يسيطرون على المشهد، بجسب المصادر.

وأشارت، أنه لذلك قرر التحالف الدولي والإقليمي والمحوري رفع يده عن الفريق عبد الفتاح البرهان بسبب ارتهانه لجماعة الإخوان، كما أن أمريكا -وعبر أجهزتها الرقابية للميدان- وثقت كل الجرائم الوحشية التي ارتكبها القوات المساندة للجيش، وهذا أكثر ما دفعها للقرار.

وكشف المصادر، أن الخطة من المنتظر ألا تتجاوز الشهر لتنفيذ عملية اقتلاع الإسلاميين.
والسؤال الذي يقفز إلى هنا، ما هي الأدوات التي تستخدمها هذه الدول في العملية.

وما زالت الحركة الإسلامية السودانية تحتفظ بنفوذها الكبير داخل الجيش وجهاز المخابرات العامة من خلال سيطرتها على الاستخبارات العسكرية، والتي تعتبر بمثابة “الكرت الأخير”، وربما تشهره بشكل تهديدي في وجه البرهان خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل اضطراباته الأخيرة وتردده في اتخاذ القرارات والمواجهة، بحسب المصادر.

كما أن الحركة الإسلامية تسعى إلى ضمان استمرار الجيش في ما تسميه بـ “حرب الكرامة”، وأن أية مساع للتسوية بإبعاد الإسلاميين ستكون نتائجها كارثية على التنظيم، خصوصًا في ظل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية بحق علي كرتي وإعادة فتح ملف المطلوبين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وخلال الفترة الماضية، ظهر البرهان غير قادر على اتخاذ قرار حاسم دون الإخوان، حيث أصبح الجيش وقادته، بمن فيهم البرهان نفسه، متورطين بشكل فاضح في تحالفات مع القوى الإسلامية، التي استغلت نفوذها داخل المؤسسة العسكرية لتوجيه مسار الحرب وفقًا لأجندتها.

كما تتحكم الحركة الإسلامية السودانية بقيادة علي كرتي في قرارات عبد الفتاح البرهان، الذي يدين بالولاء لجماعة الإخوان، التي قدمته للساحة السياسية عقب سقوطهم، لتمهيد الطريق لتنفيذ مخططاتهم.

وفي منتصف الشهر الجاري، أعلنت الولايات المتحدة، أنها فرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، المتّهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدنيّين، في وقت أفاد تقرير غربي باستخدام الجيش لأسلحة كيماوية خلال المعارك.