في ظل تصاعد التوترات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، يكشف تقرير حديث عن استغلال طهران لبرنامجها الفضائي كستار لتطوير قدرات عسكرية متقدمة، وسط تحذيرات متزايدة من استخدامها التكنولوجيا الفضائية في تصنيع رؤوس حربية نووية.
مواقع فضائية تتحول إلى منشآت عسكرية
تشير تقارير استخباراتية نشرتها شبكة ‘فوكس نيوز” الأمريكية، أن إيران تعمل على تطوير مشاريع سرية في منشآت مخصصة رسميًا لبرنامجها الفضائي، لكنها في الواقع تُستخدم لأغراض عسكرية مرتبطة بتطوير الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
ووفقًا لمعلومات مسربة، فإن “منظمة الابتكار والدراسات الدفاعية” (SPND)، التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، تُدير هذه العمليات من مواقع بارزة مثل شاهرود وسمنان؛ مما يثير تساؤلات حول مدى اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي.
ويعد مركز شاهرود الفضائي من أكثر المواقع التي أثارت قلق المجتمع الدولي، حيث يُعتقد أنه يستضيف برامج متقدمة لتطوير صواريخ باليستية طويلة المدى.
ويأتي هذا في ظل إعلان إيران عن صاروخ “قائم-100″، الذي يروج له كصاروخ مخصص لإطلاق الأقمار الصناعية، لكن تقارير استخباراتية تشير أن تصميمه يجعله مؤهلاً ليكون منصة إطلاق لرؤوس نووية.
ويؤكد خبراء، أن صاروخ “قائم-100″، الذي يعمل بالوقود الصلب، يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من 3000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على تهديد مناطق واسعة خارج حدود إيران.
وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع الموقع بإجراءات أمنية مشددة، حيث يخضع العاملون فيه لمراقبة صارمة، ما يعزز فرضية تورطه في برنامج التسليح النووي.
ميناء الإمام الخميني الفضائي.. واجهة لأنشطة مشبوهة
على الجانب الآخر، يلفت ميناء “الإمام الخميني الفضائي” في سمنان الأنظار بعد التجارب الأخيرة التي أجرتها إيران على صواريخ ذات قدرة حمولة كبيرة.
وتشير تقارير استخباراتية، أن إيران تستخدم تقنيات متطورة في هذا الموقع لتطوير وقود سائل لصواريخ طويلة المدى مثل “سيمرغ”، الذي يعتقد أنه قابل للتعديل ليحمل رؤوسًا نووية، ما يثير القلق من تحويل المنشأة إلى نقطة انطلاق لبرنامج تسليحي متكامل.
ما وراء تخصيب اليورانيوم.. مرحلة التسليح
في الوقت الذي تراقب فيه القوى العالمية مستوى تخصيب اليورانيوم الإيراني، يحذر خبراء من أن التركيز على نسب التخصيب وحدها قد يُغفل تطورات أكثر خطورة، مثل تصميم الرؤوس الحربية ومنظومات الإطلاق.
ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تمتلك الآن أكثر من 440 رطلًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من الحد اللازم لصنع قنبلة نووية.
ويرى مراقبون، أن إيران باتت على بعد خطوات قليلة من امتلاك القدرة النووية العسكرية، حيث تشير التقديرات أن 92 رطلًا فقط من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة واحدة؛ مما يعني أن طهران قد تكون قادرة على إنتاج عدة قنابل نووية خلال فترة قصيرة إذا استمرت في مسارها الحالي.
مخاوف دولية من “نقطة اللاعودة”
تتصاعد التحذيرات من أن إيران قد بلغت مرحلة متقدمة في برنامجها النووي، مستغلة ستار الأبحاث الفضائية لمواصلة جهودها في تطوير منظومة تسليحية متكاملة.
وفي ظل غياب رقابة دولية صارمة على أنشطتها خارج منشآت التخصيب التقليدية، قد تجد طهران طريقًا للوصول إلى “اللحظة الحاسمة” التي تضعها على أعتاب امتلاك سلاح نووي؛ مما يهدد استقرار المنطقة ويشعل سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط.