في ظل استمرار معاناة الشعب اليمني من ويلات الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تزداد المعاناة في صفوف الأطفال الذين أصبحوا الهدف الأول للمليشيات في مناطق سيطرتها.
ففي ظل تصعيد جديد، شنت جماعة الحوثي حملة اختطافات واسعة في محافظة الجوف شمال شرق اليمن؛ ما أسفر عن اعتقال عشرات المدنيين، من بينهم أطفال تم اختطافهم من مدارسهم ومنازلهم في ظل ظروف الحرب القاسية.
تدمير الطفولة في زمن الحرب
في قرى ومديريات محافظة الجوف، لا يمر يوم دون أن تكون هناك أخبار جديدة عن اختطاف أطفال وشباب من قبل المليشيات الحوثية.
يشهد العديد من الأطفال في هذه المناطق اختطافًا قسريًا من قبل الحوثيين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية أو يجبرونهم على الانخراط في صفوفهم.
الحملة الأخيرة التي شملت مديرية المتون في شمال غرب المحافظة كانت الأوسع، حيث أفادت مصادر محلية، أن العديد من العائلات التي كانت قد نزحت سابقًا إلى مناطق أكثر أمانًا قد عادت إلى ديارها، ليجدوا أنفسهم في مرمى عمليات المليشيات الحوثية.
المليشيات تستهدف الأبرياء
حسب تقرير من المنظمات الإنسانية، فإن أكثر من 23 أسرة يمنية قد نزحت خلال الأسبوع الماضي فقط بسبب هذه الحملة، لتضاف معاناتهم إلى المأساة الإنسانية المستمرة في البلاد.
وتوجه العديد من الأطفال والشباب من المناطق الأكثر تضررًا إلى مناطق مأرب، ولكن المليشيات الحوثية استمرت في انتهاكاتها عبر عمليات الاختطاف المتواصلة.
ووفقًا لشهادات الأهالي، فإن هذه المليشيات لا تتوانى عن اختطاف كل من يعارضها، بما في ذلك الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، بل وتعرضهم لتعذيب نفسي وجسدي بهدف إخضاعهم لسيطرتها.
الأطفال في هذه المناطق لا يعيشون في بيئة آمنة، بل يعيشون تحت تهديد دائم من جانب الحوثيين، الذين يعتبرونهم “أداة” لتنفيذ مخططاتهم العسكرية والسياسية.
الآثار النفسية على الأطفال
الأطفال الذين يتم اختطافهم يتعرضون لصدمات نفسية شديدة، حيث تمتلئ مخيلاتهم بالتهديدات والعنف؛ مما يؤثر على نموهم وتطورهم العقلي.
في العديد من الحالات، يجبر الأطفال على مشاهدة عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها المليشيات الحوثية، ما يزيد من معاناتهم النفسية ويجعلهم أسرى في عالم من الخوف والترقب.
التصعيد الدولي ضد الحوثيين
في الوقت الذي تواصل فيه جماعة الحوثي حملاتها ضد الأبرياء في اليمن، يحاول المجتمع الدولي الرد على هذه الانتهاكات.
حيث جاءت خطوة الولايات المتحدة الأخيرة بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لتعكس تصاعد الإدانة الدولية تجاه أنشطتهم التخريبية.
التصنيف الجديد يستهدف تصدير رسالة قوية إلى المليشيات الحوثية بضرورة وقف انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وتصاعد الضغط الدولي على الحوثيين يهدف إلى حماية الأطفال الأبرياء من هذا العنف المستمر.
وقد أكدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، أن هذه الحملة تستهدف جميع فئات المجتمع اليمني، لكن الأطفال هم الأكثر تضررًا.
في هذا السياق، أكد المحللون السياسيون، أن إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يعد خطوة مهمة في التصدي لهذه الجماعة، وينبغي أن يصاحبها ضغوط دولية قوية لضمان وقف استغلال الأطفال وتدمير حياتهم.
على الرغم من التصعيد العسكري والإنساني الذي تعيشه اليمن، إلا أن الأمل ما يزال قائمًا في أن تستمر الجهود الدولية في دفع المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم على الأطفال.
وعلى الرغم من الحملة القمعية الشديدة التي يقودها الحوثيون، فإن الأطفال اليمنيين ما يزالون يقاومون، سواء في المدارس أو في المنازل، حاملين معهم حلمًا مستقبليًا لحياة أفضل بعيدًا عن الظلم والحرب.