ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن مصر أكدت مرارًا وتكرارًا رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها، مشيرة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شدد على أن هذه الخطوة تمثل “خطًا أحمر” من شأنه تهديد استقرار المنطقة بأكملها.
التقرير، الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، أشار أن مصر والأردن اتخذتا موقفًا موحدًا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، معتبرتين أن أي خطة لتهجير الفلسطينيين تمثل إعلانًا للحرب.
وجاء هذا التأكيد في تصريحات رسمية متكررة، أبرزها كلمة الرئيس السيسي التي ألقاها خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة.
تحذيرات مصرية من تبعات التهجير
وفقًا لتقرير واشنطن بوست، أوضح السيسي أن تهجير الفلسطينيين من غزة ليس مجرد محاولة للتخفيف من الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، بل خطوة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف: أن هذا التهجير القسري سيفتح الباب أمام تداعيات خطيرة، منها تحويل سيناء إلى قاعدة لانطلاق هجمات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل؛ مما قد يجر مصر إلى صراع مباشر مع تل أبيب.
وأكد السيسي، بحسب الصحيفة، أن مصر تسعى جاهدة لدفع جهود السلام ووقف إطلاق النار بشكل كامل، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم سيؤدي إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية.
مضيفًا: “إذا تم إفراغ غزة من سكانها، فما هي الدولة الفلسطينية التي نسعى لتحقيقها؟”.
الأردن يشارك في الرفض
واشنطن بوست سلطت الضوء أيضًا على الموقف الأردني الرافض لخطة التهجير.
ونقلت الصحيفة تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي وصف تهجير الفلسطينيين بأنه “خط أحمر” لن يسمح بتجاوزه.
وأشار أن الأردن، الذي يحتضن بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين، لن يقبل أي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة.
وأضاف الملك عبد الله، أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر تعد إخلالًا بالاتفاقيات الدولية، وتحمل مخاطر كبيرة على الأمن الإقليمي.
تصريحات ترامب تثير الجدل
تقرير الصحيفة تناول أيضًا تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أدلى بها على متن طائرة الرئاسة إير فورس وان.
ودعا ترامب خلالها مصر والأردن إلى استقبال المزيد من الفلسطينيين بسبب الوضع الإنساني الصعب في غزة، مشيرًا أن الأمر قد يكون مؤقتًا أو دائمًا.
وأوضحت الصحيفة، أن تصريحات ترامب أثارت موجة من الجدل، خاصةً مع تأكيد مصر والأردن رفضهما استقبال الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال.
واشنطن بوست اختتمت تقريرها بالتأكيد على أن مصر ما تزال ثابتة في موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية، مشيرة أن السيسي حذر في كلمته بالقمة العربية في مايو 2024 من أن محاولات تهجير الفلسطينيين ستسجل في التاريخ كمأساة إنسانية كبرى.
كما أكد الرئيس المصري، أن الحل الوحيد المقبول هو تحقيق السلام القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، محذرًا من خطورة استمرار السياسات الحالية على مستقبل المنطقة.