في تصعيد جديد على الحدود اللبنانية، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخصين وإصابة 31 آخرين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان.
حيث ما تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في المنطقة بعد انقضاء الموعد النهائي لانسحابها، الذي كان مقررًا الأحد الماضي.
وقالت إسرائيل: إنها تعتزم إبقاء قواتها في جنوب لبنان بعد المهلة التي انتهت في 26 يناير 2025، وهو الموعد المحدد بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية عقب القصف المتبادل عبر الحدود في أكتوبر 2023.
وقد أسفر هذا الاتفاق عن إيقاف الحرب بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
اتهامات بالمماطلة
ومع انتهاء المهلة، أمرت إسرائيل السكان بعدم العودة إلى منازلهم في الجنوب، في وقت لم تلتزم فيه بالكامل بنود الاتفاق، حسبما تقول إسرائيل، التي اتهمت لبنان بعدم تنفيذ الالتزامات المتعلقة بانسحاب حزب الله، من جهتها، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الانسحاب.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد قتل شخص وأصيب عشرة آخرين في بلدة حولا نتيجة “اعتداءات العدو الإسرائيلي” أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم، التي ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك، أُعلن عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين في بلدة عيترون، إضافة إلى إصابات أخرى في عدة مناطق جنوبية مثل كفركلا والعديسة ورب ثلاثين.
ويستمر الجيش الإسرائيلي في صراعاته مع حزب الله، حيث تقول إسرائيل: إنها تسعى لمصادرة أسلحة الحزب وتدمير بنيته التحتية في المنطقة.
واندلع الصراع في خضم الحرب في غزة؛ مما أدى إلى موجة من النزوح الجماعي لأكثر من مليون لبناني.
في هذا السياق، أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أنه “يراقب الوضع عن كثب” وكرر تأكيده على أن “سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة”.
وطالب السكان بضرورة التزام الهدوء والثقة في القوات المسلحة اللبنانية.
وفيما يتعلق بمسألة انسحاب القوات الإسرائيلية، أكد الجيش اللبناني، أنه يواصل تعزيز انتشاره في مناطق جنوب الليطاني، وهو ما تم تأجيله بسبب المماطلة الإسرائيلية.
وقد أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو تصريحاً أكد فيه، أن الانسحاب سيستمر بعد المهلة المحددة، معتبراً أن لبنان لم يلتزم بشكل كامل بالاتفاق.
تستمر الأوضاع في جنوب لبنان في التصعيد؛ مما يزيد من تعقيد جهود الوساطة الدولية ويهدد استمرار الهدنة بين الأطراف المعنية في هذا النزاع.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، الأطراف المعنيين باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم “في أقرب وقت ممكن”، كما رحّب أيضاً “بالتقدم الذي تم إحرازه خلال الشهرين الماضيين، ولا سيما بفضل الانخراط المتواصل للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ الشروط لتحقيق وقف إطلاق النار”.
وقدم ماكرون ذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني جوزاف عون، الذي عرض تطورات الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير، بحسب الرئاسة اللبنانية.
وشدد عون لماكرون على “ضرورة إلزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم”، وفق عون.
وفرنسا، واحدة من دول اللجنة الخماسية التي تضم أيضًا الولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل واليونيفيل، لمراقبة الالتزام ببنود الاتفاق والتعامل مع الخروق التي يُبلّغ عنها كل طرف.