وسط حالة من الترقب والقلق بشأن مصير قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع سري عقدته الحكومة العراقية مع قوى “الإطار التنسيقي”.
حيث جرى نقاش معمق حول مستقبل وجود هذه القوات، في ظل تصاعد تهديدات تنظيم داعش الإرهابي.
ملف الانسحاب قيد المراجعة
أكد مصدر مقرب من الحكومة العراقية، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ناقش مع قادة الإطار التنسيقي ضرورة التأني في طلب سحب القوات الأجنبية.
وأوضح المصدر، أن السوداني عرض خلال الاجتماع تقييمًا للأوضاع الأمنية في العراق، مشددًا على أهمية الجهد الاستخباراتي والدعم الأمني الذي يقدمه التحالف الدولي في تعقب فلول داعش، خاصة في المناطق الجبلية والصحراوية.
وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الذي استهدف الجيش العراقي في الطارمية شمال بغداد، والذي أسفر عن مقتل عشرة من أفراده بينهم ضباط بارزون.
مخاوف من تكرار سيناريو 2014
القلق العراقي يتزايد من احتمال تكرار سيناريو سقوط أجزاء من البلاد تحت سيطرة داعش، كما حدث في عام 2014.
وبحسب خبراء أمنيين، فإن خطر التنظيم لم ينته بعد، رغم الإجراءات الأمنية المكثفة على الحدود مع سوريا، حيث عززت القوات العراقية تواجدها هناك لمواجهة أي محاولات تسلل.
مواقف متباينة بشأن الانسحاب
بينما يرى البعض في الحكومة العراقية ضرورة التمهل في تنفيذ اتفاق الانسحاب الذي أبرم مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، تعارض الفصائل المسلحة الشيعية أي وجود أمريكي، متهمة القوات الأجنبية بالتدخل في شؤون البلاد.
في المقابل، يبرز موقف إقليم كردستان العراق الذي يدعم بقاء القوات الأمريكية في المنطقة، وأكد رئيس الوزراء الأسبق للإقليم، مسعود بارزاني، أن انسحاب القوات الأمريكية قد يفتح الباب أمام تصعيدات أمنية قد تهدد استقرار العراق بأكمله.
دور التحالف الدولي في مواجهة داعش
يرى الخبراء أن التحالف الدولي يقدم دعماً حيوياً للعراق، خاصة في الجانب الاستخباراتي الذي يُعد أساسياً لملاحقة خلايا التنظيم الإرهابي.
التهديد الأكبر قد لا يكون من داعش فقط، بل من الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران.
ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه الفصائل في العمل خارج إطار الدولة قد يعقد المشهد الأمني، خاصة إذا تحولت القوات الأجنبية إلى أهداف لهذه الجماعات.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية في 2025، تتزايد المخاوف من استغلال داعش لأي فراغ أمني أو سياسي، ما يجعل بقاء التحالف الدولي أمراً ضرورياً وفق بعض التحليلات.
ومع ذلك، فإن التوتر بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة قد يُعقد الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار.
في ظل هذه المعطيات، يبقى مستقبل قوات التحالف الدولي في العراق رهيناً بالتحولات الأمنية والسياسية في المنطقة، وسط ضغوط محلية وإقليمية ودولية قد تعيد رسم الخريطة الأمنية في البلاد.