تحتل قضية مكافحة الإرهاب، وعلى رأسها مواجهة تنظيمات الإسلام السياسي مثل جماعة الإخوان الإرهابية، مكانة بارزة في المشهد السياسي الألماني.
لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المفصلية، وتتنافس الأحزاب الكبرى في البلاد لتقديم استراتيجيات واضحة وحاسمة تهدف إلى حماية الدولة ومجتمعها من المخاطر المتزايدة للتطرف.
الاتحاد المسيحي: استراتيجية شاملة بلا تهاون
يتصدر الاتحاد المسيحي استطلاعات الرأي بفارق كبير عن منافسيه، معتمداً على برنامجه الانتخابي المكون من 82 صفحة، الذي يركز على مكافحة الإرهاب والتطرف.
ويعكس البرنامج رؤية شاملة تنظر إلى التهديدات المتطرفة من جميع الزوايا، متعهداً بإجراءات صارمة.
شملت الإجراءات تجريم دعم المنظمات الإرهابية ومعاقبة مرتكبيها بالطرد وفقدان الجنسية.
إغلاق المساجد التي تروج للكراهية ومعاداة السامية.
منع التأثير الأجنبي على المسلمين الألمان من خلال جمعيات المساجد.
وأكد الحزب أن “الإسلام السياسي والإرهاب الإسلامي يمثلان تهديدات خطيرة”، مشيراً إلى أهمية التصدي للأيديولوجيات التي تغذي هذا التطرف عبر تعزيز الأبحاث الأكاديمية وربطها بالجهود الأمنية.
بينما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فقد ركز في برنامجه على تعزيز الوقاية ضد التطرف كوسيلة أساسية لمكافحة الإسلاموية.
تعهد الحزب بتطوير برامج تهدف إلى التصدي للنزعات المتطرفة منذ ظهورها.
وأشار إلى أهمية حرمان الإسلاميين من التمويل ومساحات الحركة، وأكد أن “الإسلاموية ومعاداة السامية لا مكان لهما في ألمانيا”.
وحذر حزب البديل لأجل ألمانيا من الخطر الذي يشكله الإسلام السياسي على القيم الثقافية للمجتمع الغربي، مؤكدًا أن التهاون مع هذه التهديدات قد يؤدي إلى تقويض أسس الديمقراطية الألمانية.
وشدد الحزب على ضرورة التعامل بحزم مع الدعوات لإقامة “الخلافة” واعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون.
واعتبر حزب الخضر أن الإسلاموية تمثل تهديدًا كبيرًا إلى جانب التطرف اليميني، داعياً إلى تعزيز البرامج التوعوية وتمويلها على المدى الطويل.
وأكد الحزب أهمية المبادرات الحكومية التي تثقف المجتمع وتوفر الدعم للأفراد الراغبين في ترك مسارات التطرف.
ألمانيا تتوحد في مواجهة الخطر
تظهر الاستراتيجيات المتنوعة للأحزاب الألمانية اتفاقًا عامًا على خطورة التهديد الذي يشكله الإسلام السياسي على أمن البلاد واستقرارها.
وبينما تختلف البرامج في أساليب المواجهة، يبقى الهدف مشتركًا “ضمان مجتمع آمن يحمي قيمه الديمقراطية ويقف ضد كل أشكال التطرف”.