أثار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين حماس وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأحد، جدلاً واسعًا في تل أبيب وصلت حد التهديد بإسقاط الحكومة، فضلاً عن القلق الواسع المرتبط بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
3 شروط غير قابلة للتفاوض
وتحت عنوان: “ثلاثة أمور غير قابلة للتفاوض بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الثانية من صفقة التبادل”، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقال رأي كتبه رون بن يشاي، يفند الاتفاق.
وقال رون في مقاله: إنه “يجب إجراء استعدادات جادة للمرحلة التالية من المفاوضات، والتي قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد”. مؤكداً على “ثلاثة أمور ضرورية وأساسية لأمن إسرائيل وسلامة المفاوضات المستقبلية، يجب أن تكون غير قابلة للتفاوض.
وتتضمن تلك الشروط؛ أولا، إعادة كل رهينة إسرائيلي إلى وطنه؛ لأن الفشل في تأمين إعادة جميع الرهائن من شأنه أن يلحق ضررًا بالغًا بالتماسك الاجتماعي والمعنويات في إسرائيل.
وعلى الرغم من المخاطر، بما في ذلك إطلاق سراح الإرهابيين المدانين”، فإنه يتعين على إسرائيل أن تضمن أن النصر العسكري مصحوب بعودتهم سالمين”.
ثانيًا، يؤكد الكاتب، أن “نزع سلاح غزة أمر بالغ الأهمية. ويتعين على إسرائيل أن تطالب بتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، بما في ذلك الأنفاق والصواريخ والمتفجرات”. مضيفاً أن هذه المهمة قد تقع على عاتق قوات الجيش إذا لم يكن التنفيذ الدولي قابلاً للتطبيق.
تخلي حماس عن السلطة والسلاح
فضلاً عن ذلك، يتعين على إسرائيل أن تدعو حماس إلى التخلي عن دورها الحاكم في غزة والتركيز -كما أشارت حماس- دائماً أنها تفضل التركيز على دورها كحركة مقاومة، وفي حين قد يخفف هذا من رحيلهم عن السلطة السياسية”، يشير الكاتب أنه “يتعين على إسرائيل أن تضمن عدم احتفاظ حماس بالأسلحة تحت موافقة دولية”.
كما يرى الكاتب، أن عمليات إطلاق سراح الرهائن ينبغي أن تتم في المستقبل في أماكن آمنة ومنعزلة. فقد سمح المشهد العام المحيط بالإفراج الأخير لحماس باستغلال الحدث للدعاية، الأمر الذي خلق مخاطر غير ضرورية. ويتعين على إسرائيل أن تصر على عمليات التسليم الخاصة التي تتم بوساطة أطراف محايدة مثل الصليب الأحمر، وفق الكاتب.
وأكد أن ترامب لعب دورًا محوريًا في التوصل إلى الاتفاق، إذ هدد بعواقب وخيمة إذا لم يتم إعادة الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير.
وكان هذا الضغط، الذي تم نقله من خلال مبعوثه ستيف ويتكوف، أساسيًا في دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقديم التنازلات اللازمة، بحسب الكاتب.
ويشير إلى “أن الصفقة، التي يدعمها 65 في المئة من الجمهور الإسرائيلي، تتضمن عملية تدريجية لإطلاق سراح الرهائن والسجناء الفلسطينيين مع الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش”.
ومع ذلك، يرى “أن استدامتها غير مؤكدة، فنتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية من أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف لاستئناف العمل العسكري ضد حماس بعد المرحلة الأولى.
كما أن فريق ترامب أرسل إشارات متضاربة، إذ تدعم شخصيات في إدارته الجديدة مثل مستشار الأمن القومي، مايك والتز، استمرار وقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه حق إسرائيل في إعادة دخول غزة إذا لزم الأمر”، حسب تعبير الكاتب.
ويوضح المقال، أن الجهود الدبلوماسية التي بذلها مبعوث ترامب، ويتكوف فعّالة، متجاوزة المحاولات الأمريكية السابقة لإتمام الصفقة.
ويضيف أن صفقة الرهائن تضع معيارًا عاليًا لسياسة إدارته في الشرق الأوسط. فترامب يهدف إلى توسيع اتفاقيات إبراهيم واستقرار غزة لمنع المزيد من الصراع.