ذات صلة

جمع

روما محطة جديدة في طريق شائك.. إيران وأميركا تعيدان تحريك عجلة النووي

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الإيطالية...

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

كيف ستكون السياسة الأمريكية الجديدة لترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط؟

مع تنصيبه اليوم رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية مجددًا، اتجهت الأنظار نحو سياسات الرئيس دونالد ترامب الجديدة، وخاصة تجاه القضايا العالمية المشتعلة، لاسيما في الشرق الأوسط، الذي يشكل معضلة كبيرة.

يختلف ترامب عن معظم الرؤساء الأمريكيين في التاريخ الحديث في طريقة عمله وتعامله مع فترة الشهرين ونصف التي تفصل بين انتخابه وبين توليه الحكم فعلياً ودخوله للبيت الأبيض اليوم، حيث بدأ ترامب التدخل فعليًا في ملفات السياسة الخارجية منذ انتخابه في الخامس من نوفمبر وقد كان الشرق الأوسط في مقدمة اهتمامات ترامب.

تدخل ترامب لحل أزمة غرة

قبل توليه الحكم، تعهد ترامب بتطبيق في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بمجرد توليه منصبه، حيث أولى أهمية خاصة لأزمة غزة، ووعد أثناء حملته الانتخابية بأن ينهي الحروب التي اندلعت بعد انتهاء فترة رئاسته الأولى.

وعندما انتخب رئيساً، أطلق تصريحه الشهير بأن أبواب الجحيم ستفتح في الشرق الأوسط إذا لم يُطلَق سراح الرهائن ويتوقف إطلاق النار في غزة، ثم أعاد تصريحه أكثر من مرة ذاكراً حركة حماس بالاسم، ولكنه لم يقتصر عليها، بل وضع احتمال أن يشمل الجحيم الذي يهدد به أطرافًا أخرى.

لذا ترامب ضغط أيضًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كانت له ولحكومته اعتراضات على صيغ وتفاصيل الاتفاق في الماضي. أرسل ترامب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف وتكوف للمشاركة في المفاوضات، وللقاء مباشر كان حاسمًا مع نتنياهو في الأيام التي سبقت التوصل إلى الاتفاق.

كما عمل مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن كثب جنبا إلى جنب مع المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن في وقت سابق من يناير بين إسرائيل وحركة حماس.

وقالت مصادر قريبة من المحادثات، إنه مارس ضغوطًا كبيرة على الجانبين للتوصل إلى اتفاق.

وبعد انتقاده للقيادة الإسرائيلية في الأيام التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، قال ترامب لاحقًا: إنه لا بد من “سحق” تلك الحركة المسلحة.

وقال ترامب – في وقت سابق-: إن “أبواب الجيم ستنفتح على مصراعيها” في الشرق الأوسط إذا لم تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يؤدي إلى عودة المحتجزين لدى الجماعة الفلسطينية في قطاع غزة قبل توليه منصبه.

إيران

أما إيران، فهي تتصدر قائمة اهتمامات الرئيس الأميركي الجديد، حيث أشار مستشارو ترامب، أن إدارته ستعود إلى اتباع سياسة أقصى درجات الضغط التي انتهجها الرئيس المنتخب خلال ولايته الأولى.

وتتضمن تلك السياسة استخدام عقوبات قوية لخنق الاقتصاد الإيراني وإجبار طهران على التفاوض على اتفاقية تحد من برامجها المتعلقة بالأسلحة النووية والباليستية.

ولم تخفف إدارة بايدن بشكل ملموس العقوبات التي فرضها ترامب، ولكن هناك جدلا حول مدى فاعلية تطبيقها.

كما توجد قضية البرنامج النووي الإيراني، والتي تعتبر خط أحمر من المستبعد أن يسمح ترامب لإيران بتجاوزه نحو سلاح نووي، فقد نقلت مصادر أمريكية، أن ترامب اتفق مع نتنياهو على خطة للتدخل في حال اقتربت إيران فعليًا من امتلاك سلاح نووي، وتشمل تلك الخطة خيارات التدخل العسكري الإسرائيلي وربما حتى الأمريكي.

وفيما يخصّ قضية إيران وسياسة ترامب معها فهو النفوذ الإقليمي لطهران. تعرض ذلك النفوذ لضربات كبرى إثر حرب إسرائيل مع حزب الله وسقوط حكم بشار الأسد، وسيأتي ترامب الآن بسياسته المعروفة بالضغط الأقصى على إيران، ولكن بنسخة جديدة أكثر تشدداً، سيعني هذا أن العراق بجماعاته المسلحة المدعومة من إيران، و بحكومته المدعومة أمريكياً ولكن المتحالفة مع إيران، سيكون ساحة رئيسية لمتابعة مدى ضغط ترامب على إيران ومدى مقاومتها.

الدول العربية المشتعلة

أما فيما يخص الدول العربية التي تشهد حروب مستمرة، فيأتي في مقدمتها اليمن، إذ سيرث ترامب نصف حرب بدأتها إدارة بايدن ضد الحوثيين من غير أن تحقق أهدافها في إيقاف تهديدهم للملاحة البحرية قرب مضيق باب المندب أو قصفهم الصاروخي على إسرائيل.

وكان ترامب قد وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب في الأيام الأخيرة من فترته الرئاسية السابقة، لكن إدارة بايدن أزالتهم منها من أجل التعامل مع الأمر الواقع المتمثل بسيطرة الحوثيين على جزء أساسي من اليمن.

لذا يمكن قد يعيد ترامب الحوثيين إلى تلك القائمة، وربما يغير استراتيجية الضربات العسكرية ضدهم إلى أسلوب أكثر فاعلية.

وفي لبنان، سيسعى ترامب إلى تعزيز تراجع نفوذ إيران، حيث انتُخِبَ رئيس جديد هو جوزاف عون واتُفِقَ على رئيس وزراء جديد هو نواف سلام، وكلاهما لم يكونا الخيار المفضل لحزب الله.

أما سوريا فقد تغير فيها الموقف تماماً قبيل وصول ترامب، إدارتها الجديدة بقيادة أحمد الشرع تبحث عن علاقات جيدة مع الجميع، ولتركيا دور كبير بالتأكيد تحدث ترامب عنه بصورة تقبل التأويل ولكن تؤكد أنه متجه للتفاهم معه.

وحاول ترامب في رئاسته الأولى أن ينسحب من شرقي سوريا مقابل اتفاق يوسع نفوذ تركيا على حساب قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تسيطر على مناطق شرقي نهر الفرات.

وسيكون هذا الملف مفتوحًا أيضًا أمام ترامب، خصوصًا وأن الوجود العسكري في سوريا مترابط مع الوجود العسكري الأمريكي في العراق المجاور، ويعود ذلك إلى أيام الحرب على تنظيم ما تُعرَف بـ”الدولة الإسلامية”، الذي يعتبر ترامب أنه هزمه ويريد طي الصفحة.

بينما قد لا يلجأ ترامب إلى التخلي عن الحلفاء من أكراد سوريا، ولكنه سيتخذ على الأغلب قرارات تخص الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا وعلاقة ذلك بإيران وهي خصم، وبتركيا وهي حليف.

أما السودان، فقد عاقبت إدارة بايدن في أيامها الأخيرة قطبي الصراع هناك، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، متهمة إياهما بالمسؤولية عن الحرب والانتهاكات ضد المدنيين.

ولا يمثل السودان ملفًا أساسيًا في الاهتمام الأمريكي عادة، لكن حجم المأساة التي خلفتها الحرب الأهلية وكون السودان منخرطًا في اتفاقات التطبيع التي حققتها إدارة ترامب السابقة يجعله ملفًا مهمًا عند ترامب الذي يعتز بتلك الاتفاقات ويعد الآن بتوسيعها.

الحلفاء القدامى

وعلى صعيد آخر، فمن المتوقع أن تتعزز علاقات أمريكا بحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات ومصر وقطر والكويت والبحرين وعُمان والأردن، فترامب معروف بتركيزه على مصالح أمريكا المباشرة، وخصوصًا الأمنية والاقتصادية، من غير التركيز على ملفات مثل سجل بعض الحلفاء في مجال حقوق الإنسان.

كما أن توسيع اتفاقات التطبيع يعني السعودية، بثقلها الاقتصادي والسياسي والديني، أي اتفاق بينها وبين إسرائيل سيعني إنجازًا دبلوماسيًا هائلاً لترامب، لكن للسعودية مطالب كبيرة مقابل تلك الخطوة الكبرى، تتضمن تطويرًا لبرنامج نووي سعودي وستتضمن أيضاً على الأغلب ضمانات بقيام دولة فلسطينية.

وسيبقى الجانب الاقتصادي حاضرًا بقوة في سياسة ترامب الشرق أوسطية، وخصوصًا في علاقاته مع دول الخليج، فإذا كانت استراتيجية إدارة بايدن قد قامت على أساس إدارة التنافس مع الصين فإن ترامب سيسعى إلى إحراز تقدم واضح على حساب بكين وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.

spot_img