على مدار عدة أعوام، دعمت قطر مختلف الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الخفاء، قبل أن تظهر للعلن، لتكون في مقدمتها حركة طالبان بأفغانستان.
منذ الأسبوع الماضي، تصدرت عدة أخبار تفيد بوفاة الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، خلال إقامته في قطر، رغم عدم تأكيد رسمي لأي من تلك الأطراف، خاصة أنه من المعروف عن تلك الحركة هي عدم اعترافها بمقتل زعمائها.
ونشرت حسابات تابعة للقاعدة، منها “حراس الدين”، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن زعيم التنظيم الإرهابي توفي، إثر إصابته بسرطان الكبد.
ورغم ذلك المتداول، إلا أن ريتا كاتز، مديرة مجموعة “سايت” للاستخبارات، توقعت أن الظواهري تمت تصفيته جسديا في قطر منذ حوالي شهر، لمنع إفشاء العديد من الأسرار بين الدوحة والقاعدة، وفقا لتاريخ دعم قطر للتنظيم، وطرحت سؤالا: “هل تتستر الدوحة على مقتل الظواهري؟”.
وأعربت كاتز عن تعجبها من التجاهل التام من قبل تنظيم القاعدة وقطر، وعدم الوضوح بشأن مكان الظواهري، وهو ما وجدته يشير إلى أن توقيت الإعلان عن الوفاة له أبعاد سياسية وحسابات أخرى.
تمول قطر تنظيم القاعدة وحركة طالبان، منذ 2006، بمختلف المجالات خاصة من خلال نقل عشرات ملايين الدولارات، في ذلك الوقت، لذلك توسعوا داخل أفغانستان.
لذلك ارتبط أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة وأيمن الظواهري زعيمه التالي له، بعلاقات قوية مع رموز قطر، وفي مقدمتهم الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وعبدالله بن خالد آل ثاني وزير الأوقاف والشؤون الدينية القطرية، ووزير الداخلية السابق، المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية والرباعية العربية لمكافحة الإرهاب، على مزرعته التي يملكها، وهي “الوعب” القطرية.
وتنظر قطر إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، وحركة حماس بأنهما امتداد لتنظيم الإخوان، ولم تنكر الدوحة هذه العلاقة كما جاء في تصريحات رئيس وزراء ووزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم في حواره مع التلفزيون القطري، والذي اعترف فيه بوقوف قطر وراء الحرب في سوريا، وكشف الغطاء عن علاقات الدوحة المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية، مثل جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وكذلك أن قطر أرسلت الأسلحة إلى الجهاديين في سوريا منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الأحداث عام 2011، وهو ما كان تأكيدا على تورط في دعم وتمويل تنظيم القاعدة في عدة دول عربية.
كما أورد بنفسه أسامة بن لادن أن قطر تدعم القاعدة عبر تقديم الدعم المالي، وأنه كان يثق في تلك الأموال والأسلحة القادمة من الدوحة، بجانب تقديم قطر له التسهيلات التي كان يحتاجها من أي دولة من الدول من خلال سفاراتها في الغرب.
وتحتضن حاليا قطر مكتبا سياسيا خاصا بحركة طالبان، التي سبق أن أعلن زعيم القاعدة أيمن الظواهري بنفسه، البيعة لزعيم حركة طالبان مرتين؛ ما يعني أن القاعدة تعمل الآن رسميا تحت إشراف طالبان، وهو ما يثبت العلاقات القوية بين تلك الأطراف.
وبتوجيهات من أمير قطر، خدمت “الجزيرة” بشدة القاعدة، بالتباهي بالحوارات الحصرية ونشر كواليس خاصة، حتى تحولت لأداة إعلامية لتلميع صورة التنظيم الإرهابي، وأشاد بها قادته في عدة مناسبات، بينما كانت محل تنديد دولي ضخم.
واحتضنت أسامة بن لادن ونشرت حوارات خاصة له ومع أيمن الظواهري وباقي القيادات الإرهابية في التنظيم، لدرجة أن تلك العلاقة المشبوهة، وردت في مذكرات زعيم تنظيم القاعدة السابق.
وسبق أن أجرى تيسير علوني مراسل الجزيرة في إسبانيا حوارا مع أسامة بن لادن في أفغانستان، وتم الحكم عليه من قِبل المحكمة الإسبانية بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة التعاون مع خلايا إرهابية وإجراء المقابلات والاتصال مع تنظيم القاعدة، وكذلك اتهام الولايات المتحدة الأميركية، لمدير مكتب قناة الجزيرة في إسلام آباد، أحمد زيدان، بانتمائه لتنظيم القاعدة، وأنه كان يعمل على نقل المعلومات بين أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وقطر من خلال القناة.