في خطوة مفاجئة، أفادت مصادر في مطار دمشق الدولي، بأن السلطات السورية أبلغت شركات الطيران العاملة في البلاد بعدم السماح بنقل مواطنين إيرانيين أو إسرائيليين إلى سوريا.
القرار الذي أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذا الإجراء، على الرغم من التحالف الاستراتيجي الطويل بين سوريا وإيران، ظهرت في الآونة الأخيرة خلافات سياسية وأمنية بين الجانبين.
تعود هذه الخلافات إلى تضارب المصالح في ملفات إقليمية حساسة، مثل الملف اللبناني والعراقي، حيث تسعى طهران لتعزيز وجودها العسكري في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، بينما قد تجد دمشق نفسها أمام ضغوط من أطراف أخرى لتخفيف هذا التواجد الإيراني.
كما أن الضغوط الدولية، لاسيما من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، قد ساهمت في جعل دمشق أكثر حذرًا في تقوية علاقتها مع إيران، مما يفسر تزايد الحساسيات تجاه النفوذ الإيراني في سوريا.
توازن اقليمي محاولة النظام السوري إعادة التموضع بين القوى الكبرى
من المحتمل أن تكون سوريا قد قررت إعادة ترتيب علاقاتها مع القوى الكبرى في المنطقة في محاولة لتخفيف الاعتماد على النفوذ الإيراني.
في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، من الواضح أن دمشق تسعى لتحقيق نوع من التوازن في علاقاتها الإقليمية والدولية.
بينما تواصل إيران التأثير على الصراع السوري من خلال دعم الحكومة السورية، فإن الوضع الإقليمي يزداد تعقيدًا، مع سعي سوريا لتوسيع أفق علاقاتها مع دول الخليج والعالم العربي.
وقد يكون قرار منع الإيرانيين خطوة نحو تعزيز العلاقات مع الدول العربية التي تتوجس من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
يشكل الاقتصاد السوري أحد أبرز التحديات التي تواجه حكومة دمشق، فقد تضرر الاقتصاد السوري بشكل كبير جراء الحرب المستمرة والعقوبات الدولية، ومع استمرار اعتماد البلاد على المساعدات الإيرانية، بدأت تظهر مؤشرات على استياء داخلي من الهيمنة الاقتصادية الإيرانية.
الأنشطة التجارية الإيرانية في سوريا، من مشروعات بناء وتوريد المعدات، أثرت سلبًا على الأسواق المحلية وأدت إلى شكاوى من بعض القطاعات الاقتصادية السورية.
في هذا السياق، يمكن أن يكون قرار منع دخول الإيرانيين خطوة لتخفيف هذا العبء الاقتصادي وتقليل الضغوط على الأسواق المحلية، مما يتيح للحكومة السورية بعض الحرية في تحديد أولوياتها الاقتصادية.
قرار منع دخول الإيرانيين إلى سوريا يأتي في إطار استجابة دمشق للضغوط الدولية والإقليمية، منذ استئناف الرحلات الجوية الدولية إلى سوريا، تسعى البلاد إلى إعادة دمج نفسها في المجتمع الدولي، ويعتبر الحد من النفوذ الإيراني جزءًا من هذه الجهود.
الضغوط الأمريكية والأوروبية على سوريا قد تكون دفعت النظام السوري إلى اتخاذ هذه الخطوة في محاولة لتخفيف العزلة الدبلوماسية المفروضة عليه.
كما أن بعض الدول العربية، التي كانت قد قطعت علاقاتها مع دمشق، قد تطلبت من الحكومة السورية اتخاذ خطوات ملموسة لتقليص الوجود الإيراني في سوريا كشرط لتحسين العلاقات.
قرار السلطات السورية بمنع دخول الإيرانيين هو محاولة استراتيجية من دمشق لترسم حدود النفوذ الإيراني على أراضيها.
وتستفيد سوريا من هذه الخطوة ليس فقط على الصعيد الأمني والسياسي، ولكن أيضًا في سعيها لتحسين علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية.
ورغم أن هذا القرار قد يعكس رغبة سوريا في اتخاذ مواقف أكثر استقلالية، إلا أن تأثيره على العلاقة مع طهران سيظل موضوعًا مثيرًا للجدل في المرحلة المقبلة.