تتبين أطماع إسرائيل في سوريا يومًا بعد يوم، فبعد التوغل الكبير الذي شنته الشهر الماضى عقب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تخطط للبقاء في سوريا وتقسيمها إلى مقاطعات.
وجود إسرائيلي دائم في سوريا
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في منطقة الحدود السورية، التي أمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “بالسيطرة” على منطقة عازلة مع سوريا، تسببت في تغيير عقود من الهدوء النسبي على الحدود بين البلدين، ما أثار مخاوف من أن تكون هذه الخطوة بداية لوجود إسرائيلي دائم في المنطقة.
وقالت الصحيفة، إن الجنود الإسرائيليين داهموا عدة قرى حدودية، ما دفع السكان إلى اللجوء إلى منازلهم، كما استولى الجيش الإسرائيلي على أعلى قمة جبلية في سوريا، وأقام حواجز على الطرق بين المدن السورية، ليطل الآن على القرى المحلية من المواقع العسكرية السورية السابقة.
وتابعت، أن السقوط المفاجئ للزعيم السوري بشار أنهى فصلًا من الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا من الزمن، لكنه في الوقت نفسه شكل بداية لتوغل إسرائيلي في المنطقة الحدودية، وهو ما وصفته إسرائيل بأنه تحرك دفاعي مؤقت لحماية أمنها.
قلق سوري شعبي
كما أن آلاف السوريين يعيشون الآن في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية جزئيًا، ما يثير القلق حول مدة الحملة العسكرية، بحسب الصحيفة.
وذكرت “نيويورك تايمز”، أن البعض من السوريين يعبّرون عن خشيتهم من أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد.
ويأتي ذلك رغم أن الحدود بين إسرائيل وسوريا كانت هادئة إلى حد كبير على مدى عقود رغم الحروب التي خاضتها كل من الدولتين، وآخرها حرب 1973، بعد ذلك، تم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بين الدولتين، تحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
و بعد الإطاحة ببشار الأسد في 8 ديسمبر، أمر قوات بلاده “بالسيطرة” على المنطقة العازلة، التي تضم العديد من القرى السورية، مؤكدًا أنها خطوة مؤقتة تهدف إلى “ضمان عدم ترسيخ أي قوة معادية بجوار الحدود مع إسرائيل”، وذلك في ظل الاضطرابات الداخلية في سوريا وبعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.
إسرائيل تريد تقسيم سوريا
وقبل أيام، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، حيث قالت: إنه تم عقد اجتماع سري محدود بمجلس الوزراء الإسرائيلي، قبل يومين، خصص لمناقشة اليوم التالي في دمشق، انتهى باقتراح عقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا إلى كانتونات.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية، أن نتيجه الاجتماع السري رفيع المستوى الذي ترأسه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، قدمت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سيعقد بدوره في الأيام المقبلة، اجتماعًا خاصًّا للنظر في الأمر، خاصة مع التركيز على تورط تركيا في سوريا، المهدد لإسرائيل.
كما تطرق النقاش خلال الاجتماع السري إلى المتغيرات في سوريا، مع التركيز على مواقف الزعيم الحالي أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني”.
والهدف، كما نقلت الصحيفة عن كوهين، هو ضمان أمن حدود إسرائيل الشمالية والسماح لها بالدفاع عن نفسها بشكل فعّال ضد التهديدات التي تشكلها تنظيمات الفصائل السورية غير الملتزمة باتفاق فصل القوات، وفق قوله.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أيضًا، أن الدعوة لتقسيم سوريا لمقاطعات أو كانتونات، سبق وناقشها مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون كبار جدًّا منذ سقوط نظام الأسد، بدعوى ضمان أمن وحقوق جميع المجموعات العرقية في سوريا، ولم يتم الكشف عن ذلك، إلا الآن.
وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد الضربات الإسرائيلية على سوريا خلال العام الماضي 373 استهدافًا، منها 347 ضربة جوية، و26 استهدافًا بريًا، وهي أكبر حصيلة سنوية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي.
فيما أسفرت هذه الهجمات عن إصابة وتدمير 1032 هدفًا، شملت مستودعات أسلحة وذخائر، ومقرات عسكرية، ومراكز عمليات، وآليات تابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وتسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل 414 عسكريًا، وإصابة 277 آخرين بجروح متفاوتة، كما أسفرت الغارات عن مقتل 68 مدنيًا، بينهم 13 طفلاً و16 سيدة، وإصابة 85 آخرين بجروح متفاوتة.