تسريب صوتي نُسب لأحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، كشف النقاب عن تفاصيل جديدة بشأن الأيام الأخيرة لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
مشيرًا أن انهيار نظامه في ديسمبر 2024 كان نتيجة عوامل داخلية وخارجية متشابكة، أبرزها ما وصف بـ”الخيانة الروسية” و”فساد البنية الداخلية للنظام”.
تفاصيل التسجيل المسرب
التسجيل الصوتي الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت نشره مواقع معارضة، يُظهر حديث الجنرال الإيراني بهروز إثباتي في أحد المساجد بإيران، حيث ألقى الضوء على الأسباب التي أدت إلى سقوط الأسد.
قال إثباتي: “الفساد في البنية الداخلية والانهيار الاقتصادي كانا العاملين الأساسيين وراء انهيار نظام بشار الأسد”، مؤكدًا أن الشعب السوري “انتفض لإزالة نظام فاسد”.
وأشار، أن “روسيا كانت من العوامل الرئيسية في انهيار سوريا والأسد”، مضيفًا أن موسكو لم تقدم الدعم الكافي للحليف السوري في أوقات الحسم؛ مما أدى إلى فقدان السيطرة لصالح قوى المعارضة المسلحة المدعومة دوليًا.
دور إيران وخسائرها في سوريا
تحدث الجنرال الإيراني عن الخسائر التي تكبدتها إيران نتيجة انهيار نظام الأسد، قائلاً: “خسرنا بشدة في سوريا. كان الأسد حليفاً محورياً لطهران وممرًا استراتيجيًا لتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان”.
وأوضح، أن إيران كانت قد دعمت الأسد بقوة خلال الحرب الأهلية السورية، حيث أرسلت آلاف المقاتلين، بما في ذلك عناصر من حزب الله، لدعم الجيش السوري.
إلا أنه بحلول ديسمبر 2024، وقبل سقوط النظام مباشرة، بدأت طهران في سحب مقاتليها ومستشاريها من الأراضي السورية بعد فقدان الأمل في بقاء الأسد.
العلاقات الإيرانية-الروسية تحت المجهر
التسجيل كشف عن تصدعات في العلاقة بين إيران وروسيا، حيث ألقى إثباتي باللوم على موسكو، قائلاً: إن “الخيانة الروسية” أسهمت بشكل كبير في سقوط الأسد.
وأوضح أن الدعم الروسي، الذي كان حاسمًا في بعض مراحل الصراع، تقلص بشكل ملحوظ مع تصاعد الضغوط الدولية، مما أضعف الموقف العسكري للنظام السوري.
كما أشار أن “صواريخ إيران العادية لا تؤثر كثيرًا على المواقع الأميركية في سوريا”، محذرًا من أن أي هجوم إيراني على المصالح الأميركية سيواجه برد قوي قد يستهدف عشرات المواقع التابعة لإيران وحلفائها في المنطقة.
سقوط الأسد وأبعاده الإقليمية
يعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 تحولاً جذريًا في التوازنات الإقليمية، إذ فقدت طهران أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط؛ مما أثر على نفوذها الإقليمي وعلى خطوط إمدادها إلى حزب الله.
التسريب يبرز بوضوح التحديات التي تواجه إيران في سوريا بعد خسارة حليفها الاستراتيجي، ويعكس التوترات المتزايدة مع روسيا، التي أصبحت شريكًا غير موثوق به في نظر طهران.