مع الحرب الواسعة التي تشنّها إسرائيل برفقة أمريكا وبريطانيا ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، تتوسع الأهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أثار تساؤلات عدة عن سبل إسقاط هذه الميليشيات المسلحة التي تحكم أجزاء من البلاد لسنوات عدة.
التغيير الحقيقي في اليمن
وقال “ناشونال أنترست” إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية، فأولًا، يتطلب التغيير ارتفاع الغضب العام من المظالم التي يحملها الشعب اليمني، والتي ربما ترتبط في المقام الأول بالظروف الاقتصادية ولكن ربما أيضًا بالغضب من فرض آرائهم الدينية التي تتعارض مع معتقدات غالبية السكان.
وثانيًا، لا بد من فقدان التأييد أو الدعم من الدوائر الانتخابية النخبوية الرئيسة، والتي قد تكون من البيروقراطيين الحوثيين أو القبائل المتحالفة التي يعتمد عليها النظام لقمع المعارضة.
وثالثًا، لا بد من أن يؤدي عدم الاستقرار إلى إحداث شرخ داخل الطبقة القيادية، مدفوعًا بضغوط خارجية على النظام أو صراعات داخلية على السلطة؛ إن الصراعات على السلطة قد تنشأ بشكل عضوي داخل النظام المفترس والسري، ولكنها قد تتسارع بسبب أحداث مفاجئة ومهمة، مثل وفاة أو اغتيال شخصيات رئيسة داخل قيادته.
وهذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تترك النظام في حالة من الفوضى، عاجزًا عن الحفاظ على قبضته القاسية على عشرين مليون يمني. وهذا بدوره من شأنه أن يخلق زخمًا قد يجد النظام صعوبة متزايدة في عكسه.
وفيما يخص كيفية تطور هذه العملية لا تخضع لسيطرة أي شخص وبالتأكيد ليست تحت سيطرة أي قوة خارج اليمن.
التجربة السورية
وأشارت “ناشونال أنترست” إلى أنه مع ذلك، تُشير التجربة السورية إلى أن الضغط المستمر والتنسيق مع قوى المعارضة سيكون أكثر فعالية من محاولة التفاوض مع نظام مكرس للقمع الداخلي والعدوان الخارجي.
ومثل الأسد، سوف يفقد الحوثيون السلطة ذات يوم، وسوف يتذكر اليمنيون من ساعدهم في ساعة حاجتهم ومن لم يفعل.
لذا فالحفاظ على الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي أمر بالغ الأهمية. إن حرمان النظام من الشرعية والفرص لتحويل المساعدات الأجنبية يشكل عنصرًا أساسيًا في هذا الجهد.
وتُظهِر تجربة الأسد أن هؤلاء الطغاة لا يدومون إلى الأبد، وأن الاستثمار في علاقات دبلوماسية طويلة الأمد معهم رهان خاسر.
الضربات بين الحوثي وتل أبيب
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، وفقًا لبيان ورد فيه أن صفارات الإنذار دوت في جميع أنحاء وسط إسرائيل، بما في ذلك في أكبر مدينتين؛ القدس وتل أبيب، بعد اكتشاف إطلاق الصاروخ.
وأضاف البيان: “ورد بلاغ بشأن سقوط شظايا من الصاروخ المعترض في منطقة موديعين وسط إسرائيل”، وموديعين تقع بين القدس وتل أبيب.
وأطلقت جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران ومقرها اليمن صواريخ على إسرائيل مرات عدة في الأسابيع الأخيرة.
وفي ديسمبر، ضرب صاروخ أطلق من اليمن تل أبيب في حالة نادرة من فشل اعتراضه فوق المدينة. وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بجروح طفيفة، بحسب خدمات الطوارئ، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات.
وقبل أسبوع، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب تستعد لشن عمليات عسكرية واسعة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، بهدف إلحاق الضرر بالجماعة وقياداتها، والرد على هجماتها بالطائرات بدون طيار والصواريخ التي تطلقها على إسرائيل خلال الفترة الأخيرة.
ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل اقترحت على “الولايات المتحدة ودول أخرى المشاركة في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين”، مع تقديرات تُشير إلى أن الحملة قد تستمر لأسابيع عدة.