في ظل التوترات السياسية والأمنية بإيران، أفادت مصادر محلية باختفاء مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني، وسط تكهنات عديدة بمكانه وسبب اختفائه.
اختفاء مجتبى خامنئي
وكشف عضو في البرلمان الإيراني، رفض ذكر اسمه، أن مجتبى خامنئي مختفي تمامًا عن الأنظار منذ أكثر من أسبوع ولم يظهر في أي مناسبة عامة أو خاصة.
وتابع أن مجتبى تغيب عن الاجتماع الدوري الخاص بأعضاء البرلمان الذين يدينون بالولاء له والذين نجحوا من خلال دعمه وثقله المادي والأمني.
وربط عضو البرلمان هذا الغياب بإجراءات أمنية مشددة اتخذت بعد اعتقال استخبارات الحرس الثوري ثلاثة ضباط بتهمة التجسس بينهم ضابط كان مسؤولًا عن الحماية الشخصية لمجتبى ابن المرشد الإيراني علي خامنئي.
محاولات لتلميع مجتبى خامنئي
وفي فبراير الماضي، أُثير جدل واسع في إيران بعد مقطع فيديو نُشر على موقع “يوتيوب” من قناة “ديدبان إيران”، يكشف الفساد المستشري بين ما لا يقل عن 52 مسؤولًا في النظام الإيراني، معظمهم من السابقين أو المتوفين، بهدف إبراز شخصية مجتبى على أنه بعيد عن شُبهات الفساد، في محاولة تمهيدية لتقديمه قائدًا مستقبليًا للنظام الإيراني، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.
ويبدو أن الهدف من هذه الإفشاءات لا يقتصر على كشف الفساد بحد ذاته، بل هو محاولة لتبرئة مجتبى خامنئي، وتقديمه كرجل خالٍ من هذه الشبهات، بما يُوحي بأن الفساد محصور في المسؤولين السابقين، وأن القيادة الحالية، لا سيما خامنئي وأبناؤه، بعيدة عنه.
والمثير للانتباه أن هذه الإفشاءات تُركز بشكل أساسي على المسؤولين السابقين أو المتوفين، مما لا يُشكل ضررًا كبيرًا للنظام الحالي، وتهدف إلى توجيه الرأي العام نحو الاعتقاد بأن الفساد مقتصر على المسؤولين السابقين، وأنه في حال تولي مجتبى خامنئي السلطة، سيتم اجتثاث هذه الممارسات. وبالفعل، يبدو أن الهدف الرئيس هو تهيئة الرأي العام لقبول مجتبى خامنئي كزعيم مستقبلي يملك من النزاهة والقدرة ما يكفي لمحاربة الفساد.
وتظهر هذه الإفشاءات على أنها ليست سوى جزء من مشروع منظم لإعادة توجيه الانتباه الشعبي وتقديم مجتبى خامنئي كمنقذ، في الوقت الذي يرى فيه العديد من المواطنين أن المشكلة الأساسية تكمن في بقاء النظام الإيراني نفسه، وأن أي تحسن حقيقي في الأوضاع لن يتحقق إلا بتغيير جذري، وإسقاط هذا النظام بأكمله.
القبض على ضباط بتهمة التجسس
وفي ديسمير الماضي، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام في 3 أشخاص بتهمتي التخابر مع إسرائيل والاختطاف، وفق تقرير للتلفزيون الإيراني الرسمي، حيث كان المتهمون الأربعة ضمن شبكة استخباراتية تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، كاشفًا هويتهم.
وبحسب بيان سابق للحرس الثوري، فقد تلقت تلك الشبكة الاستخباراتية تعليمات من ضباط الموساد الإسرائيلي حول كيفية استخدام بنادق القتال لأغراض الخطف مقابل الدفع بالعملات المشفرة.
وأعلنت السلطات الإيرانية، في يوليو الماضي، اعتقال أعضاء شبكة تجسس، قالت إنها تابعة للموساد الإسرائيلي، ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية، شبه الرسمية، عن بيان لجهاز الاستخبارات التابع لوحدة إنفاذ القانون الإيرانية، إن الشرطة “ألقت القبض على زعيم وأربعة أعضاء آخرين، وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ومعدات تقنية ومعدات اتصالات مملوكة للجماعة في عمليات بأنحاء إيران.
وتتكرر وقائع اتهام الأجهزة الأمنية الإيرانية للاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلن المدعي العام لمحافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران، اعتقال 3 أشخاص في أبريل للاشتباه في تعاونهم مع الموساد بهدف قتل علماء نوويين إيرانيين.
