ذات صلة

جمع

حصاد 2024.. حرب قطاع غزة عام من الصراع والتغيير

شهد قطاع غزة خلال عام 2024 أحداثًا غير مسبوقة...

حرب لبنان 2024.. بدأت وانتهت سريعًا.. ودمار حزب الله

شهد عام 2024 حربًا قصيرة الأمد لكنها غيّرت المشهد...

كيف ستؤثر مواقف القوى الكبرى على مسار التصعيد الروسي الأوكراني؟

في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت...

على غرار ليبيا.. تركيا تسعى إلى خطط عسكرية جديدة مع سوريا.. منها الاتفاقية البحرية

‏ ‏تعمل أنقرة على وضع استراتيجيات عسكرية جديدة في سوريا...

الحوثيون يُعلنون استهداف “بن غوريون”.. ما تداعيات ذلك على إسرائيل؟

في تصاعد جديد للحرب بين الحوثي وإسرائيل والتهديدات المتصاعدة...

حصاد 2024.. حرب قطاع غزة عام من الصراع والتغيير

شهد قطاع غزة خلال عام 2024 أحداثًا غير مسبوقة على الصعيدين العسكري والسياسي، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة مواجهة دموية بين حركة حماس وإسرائيل.

وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر بسلسلة من الضربات الإسرائيلية على القطاع، في أعقاب هجوم مفاجئ شنته حماس، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين، وفتح بابًا جديدًا للتصعيد الذي امتد شهورًا.

تصعيد غير متوقع

في السابع من أكتوبر 2023، أطلقت حماس عملية غير مسبوقة، تضمنت اقتحامات واسعة وإطلاق آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ردت إسرائيل بحملة عسكرية عنيفة شملت غارات جوية مكثفة واستهداف البنية التحتية الحيوية في القطاع، بما في ذلك المباني السكنية والمؤسسات المدنية.

كانت هذه الحرب مختلفة عن جولات التصعيد السابقة، حيث أظهرت حماس تطورًا في تكتيكاتها العسكرية، وتمكنت من استهداف مواقع استراتيجية في عمق الأراضي الإسرائيلية.

 في المقابل، صعدت إسرائيل من استهدافاتها؛ ما أدى إلى تدمير شامل للقطاع وزيادة المعاناة الإنسانية.

تداعيات الصراع الإنسانية

خلفت الحرب دمارًا واسعًا في قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 10,000 فلسطيني، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 كما شُرّد مئات الآلاف من السكان، وأصبحت المساعدات الإنسانية محدودة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر الحدودية.

على الجانب الإسرائيلي، تسبب الصراع في مقتل وإصابة المئات من المدنيين والعسكريين، ما أثار تساؤلات داخل المجتمع الإسرائيلي حول مدى استعداد الحكومة للتعامل مع هذه الهجمات المفاجئة.

2024 تحولات سياسية وعسكرية

مع نهاية الحرب، شهد قطاع غزة تغيرات سياسية كبيرة. استهدفت الغارات الإسرائيلية كبار قيادات حماس، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار، الذي قُتل في غارة نوعية.

 هذا الأمر أدى إلى فراغ قيادي داخل الحركة؛ مما دفع بعض الأطراف في الداخل والخارج إلى الدعوة لإعادة هيكلة الحركة.

على المستوى العسكري، نجحت إسرائيل في تدمير جزء كبير من البنية التحتية العسكرية لحماس، لكنها فشلت في القضاء التام على قدراتها القتالية.

ما زالت الحركة تحتفظ بخلايا تعمل بشكل سري، وتستعد لمرحلة جديدة من المقاومة.

في نهاية العام، تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه والكهرباء والخدمات الصحية، فيما تجاوزت معدلات البطالة حاجز الـ50%.

تحذر المنظمات الدولية من أن الوضع في غزة يقترب من الانهيار الكامل إذا لم تُتخذ خطوات جادة لمعالجة الأزمة.

جهود التهدئة ودور الوساطات الإقليمية

بعد شهور من التصعيد، لعبت الوساطات الإقليمية والدولية دورًا محوريًا في وقف إطلاق النار.

 تدخلت مصر وقطر إلى جانب الأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع؛ ما أدى إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار في ديسمبر، ومع ذلك، تظل الهدنة مهددة في ظل غياب تسوية سياسية شاملة.

2025 عام الحذر

مع دخول عام 2025، يواجه قطاع غزة تحديات هائلة، يحتاج المجتمع الدولي إلى التركيز على إعادة إعمار القطاع وتخفيف الحصار المفروض عليه، لضمان تحسين الظروف المعيشية للسكان.

من ناحية أخرى، ستظل المخاوف الأمنية قائمة، حيث ما تزال إسرائيل وحماس تتحفزان لجولة جديدة من الصراع.

 كان عام 2024 واحدًا من أكثر الأعوام دموية في تاريخ قطاع غزة، حيث عمّق الصراع معاناة السكان وأدى إلى تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية والعسكرية.

ومع استمرار الجمود في الحلول السياسية، يبدو أن القطاع سيظل في قلب الأزمات الإقليمية، في انتظار انفراجة قد تكون بعيدة المنال.

ويظهر حصاد عام 2024، أن الصراعات في غزة ليست مجرد أحداث عابرة، بل جزء من نزاع طويل الأمد يتطلب حلولًا جذرية لمعالجة جذور الأزمة وضمان سلام دائم.