شهد عام 2024 حربًا قصيرة الأمد لكنها غيّرت المشهد السياسي والعسكري في لبنان والشرق الأوسط بشكل جذري.
الحرب، التي اندلعت نتيجة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، انتهت بسقوط مدوي لحزب الله ومقتل زعيمه حسن نصر الله؛ مما أثار تداعيات واسعة النطاق على مختلف الأصعدة.
البداية.. غارات واستفزازات متبادلة
اندلعت الحرب في أعقاب أشهر من التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي والغارات الجوية.
وتفجرت الأزمة بعد قيام حزب الله بإطلاق صواريخ دقيقة استهدفت مواقع إسرائيلية ردًا على أحداث في غزة ودعمًا لحركة حماس.
وإسرائيل ردت بقوة، مستهدفة معاقل حزب الله في جنوب لبنان، مستخدمة ضربات جوية كثيفة ودقيقة استهدفت مراكز القيادة ومخازن الأسلحة والبنية التحتية التابعة للحزب.
مقتل حسن نصر الله: الضربة القاصمة
كانت الضربة الكبرى لحزب الله مقتل زعيمه حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفت موقعًا تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إسرائيل أعلنت تنفيذ العملية عبر معلومات استخباراتية دقيقة؛ ما أدى إلى فراغ قيادي كبير في الحزب.
غياب نصر الله تسبب في انقسام داخلي داخل الحزب وانهارت خطوط الاتصال بين قياداته؛ مما أسفر عن تراجع التنظيم على الأرض وعدم قدرته على إدارة المعركة بشكل فعال.
انهيار حزب الله في جنوب لبنان
تسبب القصف الإسرائيلي المكثف في إضعاف البنية التحتية العسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني. تقارير عسكرية إسرائيلية أكدت تدمير أكثر من 70% من منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة التابعة للحزب.
على الأرض، انسحبت قوات حزب الله من عدة مواقع استراتيجية، في حين قامت إسرائيل بتوسيع عملياتها لتشمل مناطق كانت تعتبر حصينة؛ مما أدى إلى انهيار فعلي لسيطرة الحزب في مناطق الجنوب.
التداعيات الإنسانية.. أزمة لاجئين وخسائر بشرية
أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من 300 ألف شخص من جنوب لبنان إلى مناطق أكثر أمانًا داخل البلاد أو إلى سوريا المجاورة.
الأمم المتحدة وثقت مقتل أكثر من 2,000 شخص، بينهم مدنيون ومقاتلون من حزب الله، إضافة إلى إصابة الآلاف.
وقف الحرب.. اتفاق هش برعاية دولية
بعد عشرة أيام من التصعيد، تدخلت أطراف دولية لوقف الحرب، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
صدر قرار أممي لوقف إطلاق النار، نص على التزام حزب الله بعدم تنفيذ أي هجمات مستقبلية من الأراضي اللبنانية، مقابل تعهد إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية.
رغم ذلك، يبقى الاتفاق هشا، مع وجود تخوفات من تجدد الصراع في ظل غياب قيادة واضحة لحزب الله واستمرار التوترات الإقليمية.
تداعيات الحرب.. انهيار داخلي وإقليمي
علي المستوي اللبناني تسببت الحرب في أزمة سياسية أدت إلى انهيار حزب الله إلى تراجع دوره السياسي في لبنان؛ مما فتح المجال أمام قوى سياسية أخرى لإعادة ترتيب المشهد الداخلي.
وانهيار اقتصادي.. حيث إن الحرب فاقمت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في لبنان، مع تضرر قطاعات الزراعة والصناعة في الجنوب وتعطيل الخدمات الأساسية.
بينما على المستوى الإقليمي خسارة حزب الله أثرت سلبًا على نفوذ إيران في المنطقة، حيث يعتبر الحزب أهم أذرعها العسكرية في الشرق الأوسط.
وعززت إسرائيل مكانتها كقوة ردع في المنطقة، موجهة رسالة قوية إلى حماس وإيران بشأن استعدادها لاستخدام القوة.
كذلك رغم وقف الحرب، يظل الجنوب اللبناني في حالة من عدم الاستقرار طب. مع غياب حزب الله عن المشهد الميداني، تتزايد المخاوف من ظهور جماعات مسلحة جديدة أو محاولات إسرائيلية لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية طويلة الأمد.