في تصاعد جديد للحرب بين الحوثي وإسرائيل والتهديدات المتصاعدة بينهما، نفّذت الميلشيات هجومًا جويًا جديدًا صباح اليوم الجمعة، ما يُثير مخاوف عدة بشأن الرد الإسرائيلي المرتقب.
الحوثي يستهدف مطار بن غوريون
واليوم، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي قرب تل أبيب بهجوم صاروخي، غداة تعرض مطار صنعاء الدولي وأهداف أخرى تابعة للجماعة المدعومة من إيران، لغارات إسرائيلية.
وقال بيان للحوثيين إنهم أطلقوا كذلك مسيّرات باتجاه “هدف حيوي” في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب، مشيرًا إلى أن “العدوان (الإسرائيلي) لن يزيد أبناء الشعب اليمني العظيم إلا إصرارًا وعزمًا على الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني”.
وتزامنًا مع ذلك، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس بأنه كان يستعد وفريقه لمغادرة العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية اليوم إن أحد الموظفين الجويين بالمنظمة التابعة للأمم المتحدة أصيب في الهجوم على مطار صنعاء، مضيفًا أنه يُعاني من إصابات خطيرة لكنه يتعافى الآن في المستشفى.
وأفاد المتحدث بأن تيدروس سيُواصل زيارته إلى اليمن حتى تتمكن طائرته من المغادرة. وزاد أن الطائرة قد تغادر اليمن اليوم، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.
من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن بأنه سيُعاد فتح المطار اليوم بعد الضربات الإسرائيلة، التي ذكرت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أنها أودت بحياة ستة أشخاص.
الضربات المتبادلة بين إسرائيل والحوثي.
وتعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المطار إلى جانب منشآت عسكرية ومحطات للطاقة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، المرة الثانية منذ الـ19 من ديسمبر، التي تقصف فيها إسرائيل أهدافًا في اليمن ردًا على هجمات المتمردين الصاروخية عليها. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت مبكر أمس الخميس، أنه جرى اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من إسرائيل، عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمن، وأعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 18 شخصًا أثناء توجههم إلى الملاجئ بعد تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب.
وأسفرت الضربات التي شنتها إسرائيل على مطار صنعاء وأهداف أخرى في اليمن أمس الخميس عن مقتل ستة أشخاص، وفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، غداة هجمات للجماعة المتحالفة مع طهران ضد إسرائيل.
وندد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتصعيد بين إسرائيل واليمن، وقال إن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء ومواني على البحر الأحمر ومحطات كهرباء تُثير القلق.
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في إفادة صحافية أن “الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي ومواني البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن مثيرة للقلق بصورة خاصة”، وعبر عن مخاوفه من احتمالات حدوث مزيد من التصعيد بالمنطقة.
وأفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية بأن مطار صنعاء تعرض “لأكثر من ست” هجمات، وبأن ضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية المحاذية.
واستُهدفت أيضًا محطة للطاقة في الحديدة بهجمات وفق ما أفاد شهود وقناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.
وذكرت القناة أن الغارات أدت إلى سقوط ستة قتلى، بعدما كان الحوثيون قد أفادوا سابقًا عن مقتل شخصين في مطار صنعاء وثالث في ميناء رأس عيسى.
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إن الضربات التي جاءت غداة إطلاق الجماعة صاروخًا ومسيرتين على إسرائيل تنطوي على “إجرام” في حق الشعب اليمني.
تهديد إسرائيلي
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس في أعقاب الضربات على أن بلاده ستُواصل ضرب الحوثيين “حتى إنجاز المهمة”. وقال في تسجيل فيديو بثه مكتبه “نحن مصممون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني. سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة”.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن إسرائيل “ستطارد كل قادة الحوثيين.. لن يكون بمقدور أحد الهرب”.
وقال الجيش الإسرائيلي – في بيان – إن “مقاتلات سلاح الجو أغارت على أهداف عسكرية للنظام الإرهابي للحوثيين على ساحل اليمن الغربي وفي الداخل”، مؤكدًا أن ذلك جاء ردًا على “الهجمات المتكررة” للحوثيين على “دولة إسرائيل ومواطنيها”.
ووفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شملت أهداف الضربات “بنى تحتية يستخدمها نظام الحوثي الإرهابي لأنشطته العسكرية في مطار صنعاء الدولي وفي محطتي الطاقة حزيز ورأس كنتيب”.
وأشار البيان إلى أن هذه البنية التحتية كان يستخدمها الحوثيون “لنقل وسائل قتالية إيرانية إلى المنطقة ووصول مسؤولين إيرانيين إليها”.
وتابع: “يمثل نظام الحوثي الإرهابي وكيلًا مركزي للمحور الإيراني ويتحمل مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة حرية الملاحة الدولية”.
هجمات الحوثي
وكان الحوثيون أعلنوا الأربعاء إطلاق صاروخ باليستي وطائرتين مسيرتين على إسرائيل، بعد أيام على هجوم استهدف تل أبيب وأصاب 16 شخصًا.
توعد نتنياهو الحوثيين الأحد، بالتحرك ضدهم “بقوة وتصميم”، وقال في مقطع فيديو بثه مكتبه “كما تصرفنا بقوة ضد الأذرع المسلحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرك ضد الحوثيين.. بقوة وتصميم وحنكة”.
ويطلق الحوثيون صواريخ ومسيرات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في هجمات يقولون إنها لـ”دعم الفلسطينيين”.
ويشن الحوثيون منذ أشهر هجمات ضد سفن عابرة للبحر الأحمر وخليج عدن. واستدعت عشرات الهجمات بواسطة مسيرات وصواريخ على سفن شحن ضربات من جانب القوات الأميركية وكذلك البريطانية.
وسبق أن ضربت إسرائيل الحوثيين في اليمن، لا سيما مواني ومنشآت الطاقة، ردًا على هجمات للمتمردين على أراضيها.