ذات صلة

جمع

الإخوان في 2024.. سلسلة من السقوطات وتراجع القبول الشعبي

شهد عام 2024 سلسلة من الضربات المتتالية التي عصفت...

معلومات صادمة عن أعداد القوات الأمريكية في سوريا.. وهذا ما تخفيه واشنطن

كشفت معلومات جديدة، أن تعداد القوات الأميركية في سوريا...

التوغل الإسرائيلي جنوب سوريا.. استراتيجية لقطع الإمداد الإيراني وتعزيز النفوذ العسكري

منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تتوغل إسرائيل يوميًا في الحدود السورية، واقتحمت المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، مخترقة سيادة سوريا والقوانين الدولية، بمزاعم حماية حدودها، وأيضًا لمواجهة إيران وقطع طرق إمدادها لحزب الله اللبناني.

توغل بعمق جديد

وفي آخر تلك الأحداث، أعلن التلفزيون السوري، اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي بدأ يتوغل في أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا.

كما أن جرافات وآليات إسرائيلية دخلت إلى منطقة سد المنطرة في محافظة القنيطرة، وثبتت القوات الإسرائيلية نقاط عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “إسرائيل توغلت بعمق حوالي 7 كيلومتر من المنطقة العازلة، كما أبلغت الأهالي في قريتي أم العظام والعدنانية بأوقات محددة للدخول والخروج من المنطقة”.

وأمس الثلاثاء، دخلت عربات مدرعة إسرائيلية برفقة جنود إلى مرتفع شارة الحرمون، وعمدت إلى تثبيت نقطة جديدة في السفوح المطلة على ريف دمشق الجنوبي الغربي، وفق المرصد.

وتصف إسرائيل التوغل بأنه إجراء مؤقت لضمان أمن الحدود، إلا إن وزير الدفاع الإسرائيلي، قال: إن القوات الإسرائيلية ستبقى فوق جبل الشيخ طوال فترة الشتاء على الأقل.

نتنياهو يضمن أمن إسرائيل

وقبل حوالي ٦ أيام، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددًا على بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة على الحدود السورية، والتي تم الاستيلاء عليها بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر “يضمن أمن إسرائيل” – على حد وصفه-، وهو ما يعني طمس الحدود مع جارتها الشمالية.

وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات من قمة جبل الشيخ، أعلى قمة في المنطقة، داخل سوريا، على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود مع مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل.

وكانت هذه المرة الأولى التي يضع فيها مسؤول إسرائيلي كبير قدمه في داخل الأراضي السورية إلى هذا الحد.

وقال نتنياهو: إنه كان على نفس قمة الجبل قبل 53 عامًا كجندي في وحدة إسرائيلية، وأضاف: “لم يتغير المكان، إنه نفس المكان، لكن أهميته لأمن إسرائيل نمت فقط في السنوات الأخيرة، وخاصة في الأسابيع الأخيرة مع الأحداث الدرامية في سوريا”.

وأثار استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة، وهي منطقة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها نحو 400 كيلومتر مربع (155 ميلاً مربعاً) في الأراضي السورية، موجة من الإدانة، إذ اتهم المنتقدون إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار المبرم في عام 1974، وربما استغلال الفوضى في سوريا في أعقاب الإطاحة بالأسد للاستيلاء على مزيد من الأراضي.

انتهاكات لدعم البنية التحتية

ومنذ الإطاحة ببشار الأسد، توغلت إسرائيل في سوريا مقتحمة المنطقة العازلة منزوعة السلاح، التي أنشئت بعد حرب عام 1973، حيث اصبحت تسيطر الآن على المنطقة، وتستهدف مناطق أعمق داخل البلاد.

وعلى الرغم من أن إسرائيل قالت: ” إن هذه الخطوة مؤقتة”، إلا إن وجودها المفتوح أثار انتقادات دولية من دول مثل مصر وتركيا والسعودية وكذلك الأمم المتحدة.

وتقدمت حكومة تصريف الأعمال في سوريا بالفعل بشكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التقدم الإسرائيلي في الأراضي السورية.

وأدان قائد الفصائل المعارضة المسلحة، أحمد الشرع، العمليات الإسرائيلية علناً، لكنه قال: إن سوريا لا تسعى إلى صراع عسكري مع إسرائيل.

وتقول كارميت فالنسي، الخبيرة في شؤون سوريا في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إنها لا تعتقد أن الوجود الإسرائيلي سيتحول إلى احتلال طويل الأمد.

وأضافت – في تصريحات نقلتها “أسوشيتد برس”-، أن إسرائيل ليس لديها الكثير لتكسبه من استفزاز الشرع، المعروف أيضاً باسم “أبو محمد الجولاني”، وأن الاحتلال الطويل الأمد سيكون مكلفًا اقتصاديًا وعسكريًا لجيش إسرائيل المنهك من الحرب.

وقالت: “قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تنسحب إسرائيل.
ويعتمد ذلك على كيفية تطور الأمور في سوريا. إذا رأينا نظامًا معتدلاً ينشأ، على نفس الخط الذي يحاول الجولاني تمهيده، فأنا لا أرى أي سبب للاحتفاظ بهذه الأراضي على المدى الطويل”.

وكانت الحكومة الإسرائيلية، وافقت على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل، طبقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

منع الإمدادات الإيرانية

ويرى خبراء، أن إسرائيل تستغل ضعف حزب الله وإيران لتعزيز وجودها في المنطقة ومنع الإمدادات لحزب الله في لبنان، لذا تسعى لاستخدام سوريا كمنصة لتعزيز قربها من طهران، وذلك رغم حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في إقامة علاقات حسن جوار مع سوريا، ما يثبت وجود تناقض واضح في التصريحات الإسرائيلية.

وأشاروا، أن العمليات العسكرية جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تسعى لتحقيق تغيير جذري في الشرق الأوسط، بالتعاون مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة.

كما أن إسرائيل تريد أن تستغل حالة السيولة السياسية في سوريا، وتقوم بضرب بنك أهداف لما تقول إنه بقايا لهياكل إيرانية في أماكن متفرقة من وسط وجنوبي الأراضي السورية، لذا تحاول بشكل أو بآخر أن تجهز إجهازًا كاملًا وتامًا على كل وجود إيران في سوريا في ظل تلك السيولة الأمنية والسياسية التي تعاني منها سوريا.