يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحاول بجدية تقويض أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط، حتى قبل انتهاء توليها السلطة بإعلان فوز جو بايدن قبل أيام؛ لذلك أعادت طرح استعدادها لتصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن المدعوم من طهران، كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفي 2018، طرحت إدارة ترامب فكرة تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، لكنها لم تتخذ خطوات فعلية لاحقا، إثر المخاوف من تأثير ذلك على توصيل المساعدات الإنسانية لليمن.
بينما قبل ساعات، نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن مصادر دبلوماسية بواشنطن، أن ترامب يتجه لإعلان الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية قبل مغادرة منصبه في يناير القادم، حيث يريد وزير الخارجية مايك بومبيو إسراع تلك الخطوة.
وأضافت المجلة: أن تلك الخطوة تأتي في إطار جهود الإدارة الجمهورية بهدف زيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة قبل رحيل ترامب، وفي الوقت نفسه لتعقيد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن تجاه إعادة التفاوض مع إيران فيما يخص برنامجها النووي.
وعلق على ذلك الأمر، السيناتور كريس مورفي، عضو الحزب الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بأنه في حال تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية سيكون ذلك محاولة واضحة من قِبل إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية، مضيفاً: “أنه لا شك في أن الحوثيين قادوا حملة عسكرية شرسة تسببت في تجويع وسجن وقتل العديد من المدنيين، وأن الحوثيين وداعميهم الماليين يخضعون بالفعل للعقوبات الأميركية، لذلك فإن الأثر العملي لتلك الخطوة سيكون فقط للدفع بالتفاوض مع قادة الحوثيين أكثر صعوبة”.
كما أوردت “فورين بوليسي” نقلا عن مسؤولين أميركيين وآخرين مطلعين على القضية، ترجيحهم أن تتجه الإدارة الأميركية لتصنيف قادة الحوثي كإرهابيين، بدلاً من تصنيف الميليشيا بأكملها، لتجنب تعرض أي دولة أو منظمة إنسانية تقدم الدعم للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي للعقوبات الجنائية.
وأشارت إلى أنه خلال الأشهر الماضية، طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، الإدارة الأميركية بالتراجع عن تصنيف الحوثيين، فيما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل لدى بومبيو.
وأثارت تلك الخطوة جدلا عالميا؛ حيث طالبت غوتيريش كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بإعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية، بينما ضغطت ألمانيا والسويد على واشنطن من أجل التراجع عن هذه الخطوة.
وفي سبتمبر الماضي، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن دبلوماسيين أميركيين قولهم: إن إدارة ترامب تنظر في تصنيف الجماعة منظمة إرهابية واعتبار قادتها إرهابيين عالميين، ضمن مساعيها لتضييق الخناق على إيران وعملائها في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر، أن أميركا أعلنت تصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية في أبريل 2019، وهو ما كان صفعة قوية لطهران.