ذات صلة

جمع

إسرائيل تصعّد في جنوب لبنان.. هجمات ممنهجة لتفكيك نفوذ حزب الله وإعادة رسم الخارطة

تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على القرى الحدودية في جنوب...

تصعيد ناري بين إسرائيل والحوثيين.. صراع إقليمي يهدد بحربٍ شاملة

في تصعيد عسكري غير مسبوق، هزّت انفجارات ضخمة مدينة...

تعاون تركي لبناني في سوريا.. أهداف مشتركة أم مصالح متباينة؟

اتفقت تركيا ولبنان على العمل معًا في سوريا بعد...

هل تصبح سوريا الملاذ الآمن للإخوان الهاربين؟

في خضم التحولات الدراماتيكية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط...

عودة الدب الروسي إلى شمال أفريقيا.. هل تعيد ليبيا تشكيل النفوذ الروسي في المنطقة؟

بعد ما تعرضت له في سوريا،، قررت روسيا سحب أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة المتطورة الأخرى من سوريا إلى ليبيا.

روسيا تنقل أنظمتها الدفاعية لليبيا

وقال مسؤولون أمريكيون وليبيون : إن روسيا تسحب أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة والأسلحة المتطورة الأخرى من قواعدها في سوريا وتنقلها إلى ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو جاهدة للحفاظ على وجود عسكري في الشرق الأوسط بعد انهيار نظام الأسد في دمشق، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وتكشف بيانات الرحلات الجوية الأخيرة عن زيادة نشاط النقل العسكري الروسي. قامت طائرة شحن روسية برحلتين من ليبيا إلى مالي في غضون أسبوع، بينما حملت طائرة روبستار معدات وربما ذخيرة من مينسك إلى ليبيا في 13 ديسمبر.

وتعمل موسكو على الحفاظ على وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط بعد انهيار نظام الأسد في سوريا.

وتعد القاعدة البحرية الروسية في طرطوس السورية والقاعدة الجوية في اللاذقية حاسمة لدعم الأنشطة العسكرية الروسية في أفريقيا.

وبحسب هؤلاء المسؤولين، نقلت طائرات شحن روسية معدات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة اعتراضية مضادة للطائرات من طراز إس-400 وإس-300، إلى قواعد في شرق ليبيا تحت سيطرة أمير الحرب الليبي المدعوم من موسكو خليفة حفتر.

دوافع التحرك الروسي

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال”: إن روسيا أجرت سحبًا كبيرًا لقواتها وطائراتها العسكرية وأسلحتها من سوريا. كانت هذه القواعد بمثابة حجر الزاوية لموسكو لفرض قوتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث كانت القاعدة البحرية في طرطوس هي نقطة التجديد والإصلاح الوحيدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.

ما يعني أن ذلك لتعويض الخسائر الروسية العسكرية والاقتصادية في أوكرانيا، وتأمين موطئ قدم جديد في منطقة استراتيجية قريبة من أوروبا والشرق الأوسط، واستغلال الانقسام الداخلي في ليبيا لتعزيز النفوذ العسكري والدبلوماسي.

فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موسكو تجري مناقشات مع هيئة تحرير الشام، الجماعة المتمردة التي أطاحت بالأسد، بشأن مستقبل القواعد الروسية.

الأدوات الروسية في ليبيا

وتحتفظ روسيا بالفعل بوجود في ليبيا من خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التي تربطها علاقات وثيقة بالجيش الوطني الليبي التابع لحفتر الذي يسيطر على شرق البلاد. وبحسب مسؤولين أميركيين، تدرس موسكو تطوير مرافق في طبرق لاستيعاب السفن الحربية الروسية.

وقال مسؤول أميركي إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أنظمة الأسلحة، بما في ذلك مكونات إس-400، ستبقى في ليبيا أم سيتم نقلها إلى روسيا.

وزعم ضابط القوات الجوية الروسية السابق جليب إيريسوف، الذي خدم في قاعدة حميميم الروسية في سوريا، أن استخدام ليبيا كمحطة للتزود بالوقود إلى إفريقيا من شأنه أن يحد بشكل كبير من وزن المعدات التي يمكن لموسكو نقلها، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

وتلعب روسيا أيضا على استغلال موارد الطاقة (النفط والغاز) لتعزيز موقعها الاقتصادي، وبناء تحالفات مع أطراف إقليمية تسعى لدور روسي أقوى في ليبيا، حيث إنها قد تنشئ “منطقة حظر وصول” قوية في شمال أفريقيا، وفي حال الضرورة قد “تغلق” أيضا الأجواء فوق الجزء المركزي من البحر الأبيض المتوسط.

والأربعاء، كشف موقع “إيتاميل رادار” المختص في تعقب الرحلات الجوية العسكرية، ومراقبة الملاحة البحرية، أن القوات الروسية، تخطط لنقل معدات عسكرية مهمة كانت في قواعدها في سوريا إلى وجهتين محتملتين في ليبيا، هما طبرق وبنغازي.

انعكاسات التحرك على المشهد الإقليمي والدولي

وسبق أن حذّرت الولايات المتحدة، خلال زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، ويليام بيرنز، العام الماضي، حفتر مراراً من ضرورة طرد القوات الروسية، لكن دون جدوى.

وقال مسؤول أميركي إنه “من غير المؤكد ما إذا كانت أنظمة الأسلحة، وتحديداً مكونات S-400، ستظل في ليبيا أم سيتم إعادتها إلى روسيا”.

وأشار محللون إلى أن “القواعد الجوية والبحرية في ليبيا لن تعوض بشكل كامل ما قد تخسره روسيا في سوريا”.

وأوضح جليب إيريسوف، الضابط السابق في القوات الجوية الروسية، والذي خدم سابقاً في قاعدة “حميميم” الروسية بسوريا، أن “استخدام ليبيا كنقطة للتزود بالوقود باتجاه إفريقيا سيحد بشكل كبير من وزن المعدات التي يمكن لموسكو نقلها”.

وتقوم الطائرات الروسية برحلات منتظمة إلى ليبيا، في إطار تحركات عسكرية متزايدة، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وأكد مسؤولون ليبيون أن الطائرة كانت تحمل معدات لوجستية تشمل مركبات وأجهزة اتصالات، فيما رجحت منظمة The Sentry، التي تركز على مكافحة الأنشطة غير المشروعة في أماكن الصراعات، أنها ربما تضمنت أيضاً ذخيرة.