تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على القرى الحدودية في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار، حيث باتت هذه العمليات جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض نفوذ حزب الله في المنطقة.
وفقًا لتقارير لبنانية، تعمل إسرائيل على تدمير المنازل والبنى التحتية في بلدات مثل كفركلا والناقورة، مع تركيز على المواقع التي كانت تُستخدم كمراكز لنشاطات الحزب.
تكتيك استنزاف الموارد وإعادة التموضع
يرى مراقبون، أن تدمير المنازل وتهجير السكان يعكس محاولة إسرائيلية لاستنزاف موارد حزب الله وإضعاف شعبيته في المناطق التي يسيطر عليها. تزامنت هذه العمليات مع العثور على مستودعات أسلحة وصواريخ مضادة للدروع في المناطق الحدودية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي ضبط كميات كبيرة منها، ما يربط بين الهجمات الأخيرة والسعي لحرمان الحزب من نقاط القوة العسكرية.
في ظل الدمار الواسع، تواجه الحكومة اللبنانية تحديًا كبيرًا لإعادة إعمار المناطق المتضررة، وتشير لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع مسؤولين دوليين، مثل مدير البنك الدولي، إلى محاولات لجذب دعم دولي لإعادة تأهيل البنية التحتية.
لكن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، تبرز مخاوف من أن تكون هذه العمليات جزءًا من خطة طويلة الأمد لتغيير التوازن الديموغرافي والجغرافي في الجنوب اللبناني.
الهجمات الإسرائيلية على المنازل في الجنوب تتجاوز البعد العسكري لتطال الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.
وبينما يؤكد ميقاتي أن حكومته ستضع حدًا لهذه الخروقات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة لبنان على مواجهة تداعيات هذه الخطة الإسرائيلية الهادفة إلى تقويض نفوذ حزب الله في معاقله الرئيسية.
وقد استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية، الثلاثاء، سيارة من طراز رابيد في بلدة مجدل زون بجنوب لبنان؛ ما أسفر عن وقوع إصابات، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.
في سياق متصل، قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات كفرشوبا، حلتا، وشبعا، فيما شهدت أجواء قرى قضاء حاصبيا والعرقوب تحليقًا كثيفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية؛ مما زاد من حالة التوتر في المنطقة.
يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان قد أعلن في 26 نوفمبر الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي. وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.