تسلل عددٌ من المواطنين الإسرائيليين الحدود وانتقلوا إلى الأراضي اللبنانية ونصبوا خيام في منطقة مارون الراس، حيث تجاوزوا الخط الأزرق الفاصل، وأقام المتسللون خيامًا ورفعوا لافتات كتب عليها “لبنان لنا”.
إسرائيليون يعبرون الحدود إلى لبنان
ووصفت تلك الحادثة السلطات الإسرائيلية بالخطيرة وغير المسبوقة.
واعترف الجيش الإسرائيلي – في بيان رسمي- بتلك الواقعة التي اعتبرها خطيرة، مؤكدًا أن التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث ودوافع المواطنين الذين عبروا الحدود.
ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، تجاوزت المجموعة الحدود دون تنسيق مسبق، مما يشكل انتهاكًا لسيادة لبنان وخطرًا على أمن المنطقة. وأشار الجيش أن الحادث يتم التحقيق فيه حاليًا.
وذكرت الإذاعة، أن المجموعة تنتمي إلى جمعية “عوري هتسفون” اليمينية، التي تدعو إلى تعزيز الاستيطان الإسرائيلي جنوبي لبنان.
ويتزامن ذلك مع التوتر المستمر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث تعتبر منطقة مارون الراس من المناطق الحساسة بسبب قربها من الخط الأزرق الذي يشهد عادة مراقبة مشددة من الجانبين.
حادثة خطيرة وغير مسبوقة
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي – في بيانها اليوم الأربعاء-: “اعترف الجيش لأول مرة بأن مواطنين إسرائيليين تمكنوا من عبور الحدود إلى لبنان ونصب خيام هناك”.
وأضافت: “بعد ادعاء الجيش أن الناشطين لم ينصبوا خيامًا داخل لبنان، يبدو الآن وبعد تحقيق أنهم تجاوزوا بالفعل عدة أمتار عبر الخط الأزرق الفاصل في منطقة مارون الراس، قبل أن تخرجهم قوات الجيش من المكان”.
كما وصف المتحدث باسم الجيش الحادث بالخطير، مشيرًا أن أي محاولة لعبور الحدود دون تنسيق تؤثر على قدرة الجيش على تنفيذ مهامه وتعرّض حياة المتسللين للخطر.
وأكد أن الجيش اتخذ تدابير لتعزيز أمن الحدود، من بينها سد الفجوات في السياج الفاصل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وفي 8 ديسمبر الجاري، أعلنت جمعية “عوري هتسفون”، المعروفة بدعواتها للاستيطان في المناطق الحدودية، عن إقامة نقطة استيطانية قرب بلدة مارون الراس الحدودية اللبنانية.
ومع ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي حينها صحة هذه المزاعم، مؤكدًا أنه لم تنصب أي نقطة استيطانية داخل الأراضي اللبنانية.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الهش منذ 27 نوفمبر الماضي، فإن إسرائيل تواصل انتهاكه مرارًا وتكرارًا، مما أدى إلى وقوع إصابات.
ولم يصدر أي رد رسمي من الجانب اللبناني، لكن الحادث يشكل انتهاكًا جديدًا للسيادة اللبنانية في ضوء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي اللبنانية والسورية.