انهيار سريع لنظام بشار الأسد في سوريا وضع روسيا في موقف صعب للغاية إثر اعتبار ما يحدث هو هزيمة كبرى للإستراتيجية الروسية بمنطقة الشرق الأوسط خاصة مع زيادة القوات الأمريكية بالمنطقة.
يُعدّ الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا هزيمة استراتيجية لروسيا، التي كانت أحد أبرز داعميه، وتسبب سقوط الأسد وهروبه في أزمة لموسكو، التي تسعى جاهدة للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا.
وفي وقت سابق، قال الكرملين: إن الحديث عن مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ما زال مبكرًا، وإن هذا الملف، سيُطرح للنقاش مع القيادة الجديدة في دمشق.
الأقمار الصناعية تكشف تواجد روسي
رغم سيطرة “إدارة العمليات العسكرية المشتركة”، التي تضم هيئة تحرير الشام وحلفاءها، على معظم المناطق السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد وانسحاب الجيش، ما تزال القواعد الروسية في اللاذقية وطرطوس تحتفظ بوجودها.
صور الأقمار الصناعية الأخيرة لم تظهر أي مؤشرات على انسحاب روسي من قاعدة طرطوس البحرية أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية.
وعلى الرغم من رصد حركة طائرات نقل ثقيلة إلى حميميم، أكد محللون أن وتيرة النشاط لا تشير إخلاء تلك القواعد، كما لم تصل سفن روسية لإجلاء المعدات أو الأفراد.
وفي هذا السياق، أوضحت دارا ماسيكوت، الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن علامات التغيير أو الإجلاء تظهر بوضوح في عدد طائرات الإليوشن والأنتونوف. إذا اضطرت هذه الطائرات إلى مغادرة طرطوس، فستظهر مزيد من السفن للمساعدة في نقل المعدات. هذا سيكون إشارة واضحة على وجود إجلاء فعلي، حسب ما نقلت “فاينانشيل تايمز”.
التواجد الأمريكي
شدد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، الثلاثاء، على أن قوات بلاده ستبقى في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب تركز على تدمير تنظيم “داعش”.
وأضاف – خلال مقابلة بمؤتمر رويترز نكست في نيويورك-، أن “هذه القوات موجودة لسبب محدد ومهم للغاية، وليس كورقة للمساومة بطريقة ما”.
كما مضى قائلًا: إن القوات الأميركية “موجودة هناك الآن منذ ما يربو على عقد من الزمان أو أكثر لمحاربة تنظيم داعش”، مؤكداً: “ما زلنا ملتزمين بهذه المهمة”.
وعندما سُئل مباشرة عما إذا كانت القوات الأميركية باقية، رد بكلمة “نعم”.
كذلك أردف: أن إدارة الرئيس جو بايدن على اتصال بأعضاء الفريق القادم للرئيس المنتخب دونالد ترامب وتطلعهم على الوضع في سوريا.