مع استمرار الحرب في قطاع غزة لأكثر من عام يزداد الوضع تعقيدًا في ظل تمسك حركة حماس بالقطاع ورفضها الانسحاب أو التنازل عن السيطرة، بينما تصر إسرائيل على استمرار الضغط العسكري ورفض المقترحات الدولية لإنهاء الصراع.
وتتفاقم الأزمة مع تدهور الأوضاع الإنسانية، إذ يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات النزوح.
الإدارة الأمريكية تتدخل
الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا لتحقيق هدنة سريعة، مدفوعة بمخاوف من توسع الحرب وتأثيرها على استقرار المنطقة. ورغم جهود الوسطاء، ما يزال الطرفان بعيدين عن التوصل إلى اتفاق، ما يترك مصير القطاع مفتوحًا على سيناريوهات قاتمة.
ولعل أبرز مقترحات الهدنة الأخيرة هو المقترح المصري، لوقف الحرب على غزة، والذي برز مؤخراً في ظل الهدنة التي تمت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان وأوقفت إطلاق النيران مما عاد الهدوء بشكل نسبي.
ويتضمن المقترح المصري للهدنة الجديد في غزة وقفا تدريجيًا للحرب في غزة وانسحابًا تدريجيًا وفتح معبر رفح وعودة للنازحين إلى شمال غزة.
أعلنت إسرائيل أنها تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة، حيث تعتزم الحكومة الإسرائيلية دعوة الكابينت، غداً الخميس، إذا جاء رد الحركة إيجابيًا لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة.
بينما تؤكد مصادر إعلامية، إن حركتي فتح وحماس وافقتا على مسودة إنشاء لجنة لإدارة قطاع غزة بموجب اقتراح مصري، وأشارت أن التوافق الفلسطيني على لجنة لإدارة قطاع غزة يمهد لإعلان وقف النار، كذلك توصلتا لاتفاق أنهى الخلاف بشأن إدارة أموال الإغاثة وإعادة الإعمار.
كذلك أوضحت أن فتح وحماس تعاملتا بإيجابية مع الورقة المصرية وأعطتا موافقة عليها، فيما فتح سترد خلال أسبوع ووفدها سيعود إلى القاهرة.
واستضاف مسؤولون في القاهرة محادثات بين حماس وحركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول إمكانية إنشاء لجنة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
واقترحت مصر تشكيل لجنة مكونة من خبراء متخصصين مستقلين، وتشرف عليها السلطة الفلسطينية لإدارة غزة فور انتهاء الحرب.
في ظل هذه التعقيدات، يبدو أن السيناريوهات المحتملة تتراوح بين استمرار حالة الجمود العسكري والسياسي، أو تصعيد أكبر قد يشمل تدخلات إقليمية.
في كلا الحالتين، ستظل معاناة سكان غزة العامل الأكثر إلحاحًا، مما يجعل أي حلٍ مستقبلي رهينًا بقدرة الأطراف على تقديم تنازلات حقيقية، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة.