يشهد الشرق الأوسط توترًا متصاعدًا في ظل التزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل من التهديدات الإيرانية ووكلائها الإقليميين، وعلى رأسهم مليشيات الحوثي وحزب الله.
هذا الالتزام يدفع إسرائيل إلى تعزيز تفوقها العسكري النوعي، ما يؤدي إلى استجابة إيرانية مكافئة عبر تطوير برامج تسلحها، في هذا السياق، يصبح سباق التسلح بين الدولتين أكثر تعقيدًا، مع انعكاسات محتملة على أمن المنطقة واستقرارها.
وتعمل واشنطن على تقديم دعم عسكري كبير لإسرائيل يشمل أنظمة دفاع متقدمة مثل “القبة الحديدية” وأسلحة هجومية جديدة.
هذا الدعم يعزز قدرة إسرائيل على التصدي للتهديدات الإيرانية، ويمثل جزءًا من استراتيجيتها للحفاظ على تفوقها العسكري.
في المقابل، تستخدم إسرائيل هذا الدعم لإرسال رسائل ردع قوية لطهران، مفادها أن أي هجوم سيواجه برد حاسم.
وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أتتوني بلينكن، بالتزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل من تهديدات إيران ووكلائها.
حيث أعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب، والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
كلام بلينكن جاء خلال لقائه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ديرمير وعاود.
كما أكد على أهمية إنهاء حرب غزة. وقال: “واشنطن ستزود أوكرانيا بحزمة دعم عسكري بقيمة 725 مليون دولار للتصدي للهجمات الروسية”.
الرد الإيراني وتوازن الرعب
إيران، التي تعتبر الدعم الأمريكي لإسرائيل تهديدًا مباشرًا، تسعى لتطوير قدراتها العسكرية لتعزيز موقعها في المعادلة الإقليمية.
هذا يشمل تعزيز منظومات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، فضلاً عن تكثيف نفوذها في المنطقة من خلال وكلائها، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
التصعيد في سباق التسلح بين إسرائيل وإيران يحمل مخاطر عدة: أولاً، يؤدي إلى استنزاف الموارد الاقتصادية للطرفين، مما قد يؤثر على استقرارهما الداخلي.
ثانيًا، يهدد أمن المنطقة برمتها، حيث يمكن أن تؤدي أي مواجهة مباشرة أو عبر الوكلاء إلى صراع واسع النطاق.
الولايات المتحدة تجد نفسها في موقع حرج، إذ تسعى إلى الحفاظ على أمن إسرائيل مع تجنب إثارة تصعيد غير محكوم.
في ظل استمرار سباق التسلح، يبقى الالتزام الأمريكي بحماية إسرائيل سلاحًا ذو حدين، فمن جهة، يعزز منعة إسرائيل، لكنه يدفع إيران إلى تطوير قدراتها العسكرية؛ مما يزيد من هشاشة المنطقة.
يتطلب الوضع حلولاً دبلوماسية شاملة تعالج جذور الصراع وتحد من خطر التسلح المتصاعد، لضمان استقرار الشرق الأوسط ومنع اندلاع حرب كارثية.