عقب التوصل أخيرًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بعد تصعيد دام أكثر من عام، تخلّله تبادل للضربات الصاروخية والغارات الجوية، وخصوصًا في جنوب لبنان.
الاتفاق جاء بدعم دبلوماسي أمريكي وأوروبي وضغوط دولية متزايدة، مع طلب واضح من الحكومة اللبنانية لإيران بالمساعدة في تحقيق الهدنة، نظرًا لنفوذها الكبير على حزب الله، الحليف الأبرز لها في المنطقة.
الاتفاق يهدف إلى وقف العمليات العسكرية المتبادلة، مع إبقاء حزب الله بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، في خطوة تهدف إلى تقليل التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيدًا ملحوظًا منذ حرب غزة الأخيرة.
الدور الإيراني المريب
وإيران أكدت دعمها لأي حل يختاره لبنان، وأرسلت إشارات عن رغبتها في تخفيف التصعيد في هذه الجبهة التي أثرت بشكل مباشر على حلفائها وعلى توازن القوى الإقليمي.
ولكن رغم دعمها للاتفاق في لبنان، تظهر إيران استراتيجية مختلفة في ساحات أخرى، تشير التقارير إلى أنها قد تسعى لتحفيز حلفائها في العراق واليمن، مثل الميليشيات العراقية والحوثيين، لاستمرار الضغط على إسرائيل من جبهات أخرى، بهدف استنزافها وإبقاء المواجهة قائمة، وإن بطرق غير مباشرة.
كما تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال توجيه جهود حلفائها نحو أهداف استراتيجية تصب في مصالحها بعيدة المدى.
حزب الله العراقي لن يُوقف القصف
بعد ساعات على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، جاء تعليق الكتائب في العراق.
فقد أكدت كتائب “حزب الله العراق”، اليوم الأربعاء، أن هجماتها لن تتوقف بإيقاف إطلاق النار في لبنان، مشددة على عدم فصل الجبهات وترك قطاع غزة، وفق تعبيرها.
ورأت عبر موقعها الرسمي، أن إسرائيل عجزت عن تحقيق أهدافها في لبنان، وهو ما دفعها لإبرام الاتفاق.
كما شددت على الدور الأمريكي في كل القرارات والعمليات الإسرائيلية.
إلى ذلك، أعلنت أن وقف النار في لبنان لن يؤثر على “وحدة الساحات”، مشيرة إلى أن أطرافًا جديدة ستنضم لعدم ترك غزة وحيدة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة في القطاع منذ أكثر من عام.
وجاء البيان بينما يعيش العراق حالة من الترقب والحذر الشديد بعد إعلان إسرائيل نيّتها توجيه عمل عسكري ضده على خلفية قيام الفصائل المسلحة العراقية بتوجيه ضربات شبه يومية بالطيران المسير ضد أهداف ومواقع عسكرية داخلها.