عادت مفاوضات غزة مجددًا إلى الواجهة، بعد الكشف عن خطة جديدة لوقف إطلاق النار يتم التفاوض عليها سرًا بين إسرائيل وحركة حماس.
حماس تنازلت عن مطالبها
وفي هذا السياق، كشف مصدر فلسطيني مقرب من قيادة حماس عن أن الحركة تنازلت عن شرط وقف الحرب ضدها لتمرير صفقة إطلاق أسرى مدنيين أحياء لديها مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مع هدنة 6 أسابيع.
وأكد المصدر، أن الحركة التي وصلها تأكيد بأن حزب الله قد رضخ للشروط الإسرائيلية، باتت على قناعة بأنها قد خسرت كل شيء في الخارج وهي في طريقها لخسارة كل شيء في الداخل.
وتابع، أن الحركة تسعى للحصول على متنفس يتيح لها إعادة السيطرة على قطاع غزة بعد تمرد عدد من العشائر على سلطتها والاشتباك مع أفرادها.
مفاوضات سرية بين حماس وإسرائيل
وسبق أن كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية تفاصيل خطة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة يتم التفاوض عليها سرًا بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تنص على إطلاق سراح متبادل ومحدود للأسرى بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة، أن هذه المفاوضات تسير بهدوء، مع تفاؤل حذر بالنظر إلى موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يؤكد على ضرورة مواصلة الحرب.
ورغم مواقف نتنياهو العلنية، أشارت الصحيفة إلى تحركات خلف أبواب مغلقة تهدف إلى حل مؤقت، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وتؤكد أن هناك مفاوضات مستمرة مع طرف ثالث وتتطرق إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا.
إطلاق سراح سجناء إسرائيلين
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها: “إذا تم التوصل إلى اتفاق فإن إسرائيل ستطلق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح سجناء إسرائيليين”، دون إعطاء تفاصيل عن الأعداد.
وأضافت المصادر، أنه تمت مناقشة انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض المواقع في قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا الذي احتلته إسرائيل مؤخرًا. واعتبرت هذه الخطوة جزءًا من المرحلة المؤقتة التي يمكن أن تمهد الطريق لمفاوضات طويلة الأمد حول مستقبل قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة، إلى المواقف المتشددة لأعضاء حكومة نتنياهو التي يمكن أن تعيق تحقيق مثل هذا الاتفاق، خاصة وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، اللذين عارضا أي اتفاق يمكن أن ينهي الحرب.
ونقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو أكدت أن الموقف داخل الحكومة تغير بسبب الوعود الأمريكية بإمكانية عودة إسرائيل إلى العمليات العسكرية إذا فشلت المفاوضات، وهو ما سيسمح بإزاحة معارضة بن جفير وسموتريتش.
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد أبدت حماس مرونة في مواقفها، وقالت المصادر : إن الحركة مستعدة لبدء محادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى.
وعلى الرغم من التفاؤل الحذر السائد بين بعض المشاركين، فإن الطريق إلى الأمام نحو الاتفاقيات المستقبلية ما يزال محفوفًا بالشكوك بسبب الظروف المحلية أو القيود الداخلية.
بحث كافة المسارات
وكان القيادي البارز في حماس خليل الحية، أكد في وقت سابق، أن الحركة تبحث “في كافة الأبواب والمسارات” لوقف الحرب في غزة.
وأضاف الحية، خلال مقابلة تلفزيونية: “نحن اليوم نبحث في كافة الأبواب والمسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان، ونحن لا نخشى من هذا المطالب، بل نؤكد أننا كشعب فلسطيني، نريد وبكل وضوح وقف العدوان”.
وأردف قائلاً: “شعبنا يتعرض لأبشع عملية تطهير عرقي وتهجير قسري يضاف إليها حالة تجويع ممنهجة.. شعبنا يعيش في مجاعة خطيرة واضحة أمام مرأى العالم يتحمل الاحتلال مسؤوليتها”، موضحًا: “الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة وهو اقتراح قدمه المصريون وتعاملنا معه بشكل مسؤول”.