في ظل المساعي الواسعة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تبذل أمريكا جهود وساطة ضخمة، حيث حمل المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكستين في جعبته الكثير للسلام خلال زيارته لبيروت.
زيارة هوكستين
وكشفت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى عن ع المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكستين، خلال زيارته الأخيرة لبيروت قبل التوجه إلى تل أبيب، حمل مقترحين مختلفين للتوصل لوقف إطلاق النار.
وأضافت المصادر أن هوكستين كان يتحرك بورقتين مختلفتين، إحداهما تحمل تنفيذ وقف إطلاق النار، من خلال التفاوض حول تطبيق القرارات الأممية 1701 و1559 و1680، والورقة الأخرى تدور حول التوصل إلى هدنة مؤقتة تحمل مراحل للتوصل لوقف إطلاق النار، قائمة على تنفيذ تدريجي للقرار الأممي 1701 فقط.
مناقشات هوكستين مع بري
وذكرت المصادر أن مناقشات هوكستين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت حول بشأن مسودة تتعلق بنقاط الخلاف حول تطبيق القرار الأممي 1701، وما يخص وجود شمال نهر الليطاني، في حين أنه عرض مسودة مع مسؤولين آخرين وقوى سياسية، تتضمن تطبيق القرارات الأممية الثلاثة 1701 و1559 و1680، وطرح جدولًا زمنيًا لتسليم حزب الله سلاحه لمؤسسات الدولة.
وأوضحت أن المبعوث الأمريكي يتعامل مع مهمته على أنها “تحصيل حاصل”، في ظل تأكده من أن كل الأطراف تريد أن تستخدم أوراقها للتوصل إلى صفقات مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في وقت لم يعد فيه لدى إدارة بايدن الوقت الذي تستطيع فيه تمرير مراحل لأي اتفاق.
تفاؤل حذر
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، كشفت عن عودة أجواء التفاؤل مرة أخرى إلى حديث الإعلام العبري عن المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة للوصول إلى تسويه بين لبنان وإسرائيل، رغم التشاؤم الذي سيطر على الساعات الأخيرة لدرجة ارتباك جدول أعمال المبعوث الأمريكي، عاموس هوكستين.
وبينما يستمر تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله، يتزايد النشاط السياسي المكثف في الكواليس، وتزيد معه فرص التوصل إلى اتفاق تسوية بعد أكثر من عام على الحرب.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص وصل إلى إسرائيل الليلة الماضية بعد يومين من الاتصالات الماراثونية في بيروت، حاملًا معه علامات مشجعة على حدوث تقدم كبير في المفاوضات، وفق ما ورد في عدة مواقع وقنوات إسرائيلية تتابع التطورات.
- نقطة الخلاف
فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن “الخلاف الأساسي” في المفاوضات بين لبنان واسرائيل يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق.
وقالت هيئة البث إن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام “الدول الأوروبية الجادة” إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج إسم دولة عربية واحدة على الأقل.
فيما أوردت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة قد تفشل الاتفاق، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما للتوصل إلى اتفاق مع لبنان.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بحرية التحرك العسكري لإسرائيل في حال حدوث خروقات من قبل حزب الله، موضحة أن إسرائيل تصر على مطلبها بتثبيت حقها في الرد على أي خرق وتطلب رسالة تعهد جانبية من واشنطن وبدعم من دول غربية.
وفور وصوله التقى هوكستين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، على أن يبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاقتراح الأمريكي للتهدئة.