ذات صلة

جمع

الفصائل العراقية على طريق حزب الله.. إسرائيل تسعى لاغتيال قادتها

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا لافتًا في الصراع بين...

تسريبات.. لاريجاني التقى سرًا مع رئيس الكتلة النيابية لحزب الله‬⁩ في بيروت

ما زالت زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني لسوريا...

انتهاكات وظلم الحوثي.. كيف يدفع الحوثي الشعب نحو الانهيار؟

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء أوضاعًا متدهورة بسبب الانتهاكات المتزايدة...

تحذير صيني صارم.. بكين تتوعد واشنطن بشأن دعمها لتايوان

يشهد الصراع الصيني - التايواني توترات متصاعدة في السنوات...

كيف يمكن لإيران استغلال التوترات الإقليمية لتعزيز موقفها التفاوضي بشأن الملف النووي؟

في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، تجد إيران نفسها في موقع استراتيجي يمكّنها من استغلال هذه الأوضاع لتعزيز موقفها التفاوضي في المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووي.


مع تصاعد الصراعات الإقليمية، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة، والتوترات المستمرة في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، تسعى طهران لاستغلال هذا الزخم لتحقيق مكاسب دبلوماسية واقتصادية، وتحسين شروط التفاوض مع القوى الغربية.


إيران تتبنى سياسة متعددة المسارات للاستفادة من حالة الفوضى الإقليمية، حيث تعمد إلى دعم الفصائل المسلحة المتحالفة معها، مما يرفع من مستوى الضغط على خصومها الإقليميين والدوليين.


هذا التكتيك يتيح لطهران فرض معادلات جديدة على الأرض تجعلها لاعبًا يصعب تجاوزه في أي ترتيبات مستقبلية.


كلما زادت حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ازدادت حاجة القوى الدولية لإيران كعامل يمكنه التأثير في مسار الأزمات، سواء بتأجيجها أو تهدئتها.


في السياق النووي، تلعب إيران بورقة تصعيد تخصيب اليورانيوم كوسيلة ضغط للحصول على تنازلات، مع توظيف التوترات الإقليمية كغطاء لتحركاتها.


فمن خلال إبراز قدرتها على التأثير في الساحات الساخنة مثل العراق وسوريا ولبنان، تسعى طهران إلى إرسال رسالة مفادها أن استقرار المنطقة مرتبط بشكل مباشر بموقفها في الملف النووي.


وهذا ما قد يدفع الغرب لإعادة التفكير في استراتيجياته التفاوضية لتجنب نشوب صراعات جديدة قد تؤدي إلى انفجار شامل في المنطقة.


لا تتعامل إيران مع أي تغيرات دولية أو إقليمية بصورة آنية، لكنها تستعد للسيناريوهات المحتملة والمختلفة، كما تعمل على استغلال التحديات لتوظيفها لمصلحتها.

يمكن أن نجد أكثر من مسار تحاول إيران انتهاجه الآن استعدادًا لسياسة دونالد ترامب تجاهها، ويمكن أن نقف على ذلك من خلال وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في ظل حرب إقليمية تقترب منها، ثم الاستعداد لعدم الانجرار للمواجهة مع إسرائيل ثم الاستعداد للإدارة الأميركية الجديدة وتوقيت إعادة العقوبات الأممية، ثم مجيء دونالد ترامب.


تدرك طهران أن الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لا ترغب في فتح جبهة صراع جديدة في الشرق الأوسط.
لذا، تستغل هذه المخاوف لتعزيز شروطها التفاوضية، مطالبة برفع العقوبات الاقتصادية وتقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد.
وتستفيد إيران أيضًا من الانقسامات داخل الساحة السياسية الأمريكية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات، لزيادة الضغط على إدارة بايدن وإجبارها على تقديم تنازلات لتحقيق اختراق في الملف النووي.

ويبقى الهدف الاستراتيجي لطهران هو تثبيت دورها كقوة إقليمية لا غنى عنها، مع الاستفادة القصوى من حالة الفوضى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وتعزيز موقعها التفاوضي في المحادثات النووية؛ مما يمكنها من تجنب المزيد من الضغوط الدولية، وإعادة تموضعها كطرف أساسي في صياغة النظام الأمني الإقليمي الجديد.