تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا لافتًا في الصراع بين الفصائل العراقية المدعومة من إيران وإسرائيل، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى مشهد التوترات الإقليمية المتفاقمة.
في الأشهر الأخيرة، برزت تلك الفصائل كلاعب رئيسي في المواجهة غير المباشرة بين إيران وإسرائيل، حيث لجأت إلى إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية ردًا على ما تعتبره اعتداءات إسرائيلية متكررة ضد مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
وتاريخيًا، اتبعت إيران سياسة استخدام وكلائها في المنطقة، مثل “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق”، لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية أو حلفاء الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
ومع اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، استغلت طهران الوضع لتوسيع جبهة المواجهة، معتبرة أن انخراط الفصائل العراقية في الصراع يعزز من قوة الردع لديها، ويشكل ضغطًا إضافيًا على إسرائيل.
والفصائل العراقية بدأت بإطلاق هجمات مسيرة وصاروخية على إسرائيل من مناطق حدودية في سوريا أو حتى من داخل الأراضي العراقية، ما يعكس تحولًا جديدًا في قواعد الاشتباك.
هذه الفصائل تتلقى الدعم العسكري واللوجستي من إيران، التي تزودها بتقنيات الطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وهو ما يشير إلى رغبة طهران في توسيع نطاق الصراع ليشمل ساحات جديدة، وإرسال رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي تصعيد ضد حلفائها لن يمر دون رد.
اغتيالات قادمة
وبشكل عام وبعد قيام إسرائيل بتدمير حزب الله عن طريق اغتيال قادته وعلي رأسهم زعيم الحزب حسن نصر الله، بات الموقف معقداً بشكل كبير، والآن تسعى لنفس النهج عبر ضربات نحو قادة الفصائل العراقية.
التحرك الإسرائيلي سيحصل في حال سجل أي تصعيد من العراق، وفق ما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن تلك الخطة تقضي بضرب البنى التحتية والمنشآت التابعة لهذه الفصائل الموالية لإيران.
على أن تنتقل بعدها إلى تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات في الفصائل المسلحة، على غرار ما يجري في سوريا.
أتت تلك المعلومات، فيما رجح مسؤولو استخبارات إسرائيليون وأميركيون أن تصعد إيران من تحرك “وكلائها” في العراق ردًا على التصعيد الإسرائيلي الحاصل في لبنان وغزة.
كما جاءت بعدما أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
كما أضاف – في تصريحات، الأسبوع الماضي-، أن “قادة الفصائل ملتزمون بالاتفاق مع الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على البلاد”. وشدد على أنهم أعطوا وعداً للسوداني بأنهم لن يتحركوا بطريقة تشعل حربًا أو رد فعل قويًا ضد البلاد.