مع الحرب الطاحنة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، يقع لبنان بين شِقّي الرحى بتلك الضربات المتبادلة، ما يجعل عبئًا كبيرًا يقع على عاتق المسئولين والسياسيين اللبنانيين الذين تلقوا رسائل تحذيرية خطيرة مؤخرًا.
رسائل تحذيرية لسياسيين لبنانيين
وكشفت تسريبات عن أن دبلوماسي غربي نقل رسائل تحذيرية إلى عدد من السياسيين اللبنانيين باختلاف طوائفهم “مسيحيين ودروز وسنة”، تتضمن ضرورة القيام بكل ما يلزم للتأكد من أن مناطقهم خالية تمامًا من مخزونات أسلحة خاصة بحزب الله.
وأكد الدبلوماسي الغربي – في رسائله التحذيرية للسياسيين اللبنانيين-، أن مهلة الأسابيع الماضية كانت كافية للقيام بذلك قبل توسع العملية العسكرية الإسرائيلية برًا وجوًا لتطال مناطق جديدة في لبنان، ما ينذر بمخاوف باشتعال حرب واسعة.
وفسر مصدر سبب تلك الرسائل التحذيرية إلى وجود رغبة غربية وخاصة أمريكية، من إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله سريعًا قبل تنصيف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في يناير المقبل، لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط.
مخازن أسلحة حزب الله
وسبق أن كشف مصدر موثوق نقلاً عن ضابط في الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام السوري، حيث أكد أنه تم السماح بإدخال “أجزاء مهمة من مكونات صواريخ” تابعة لحزب الله من لبنان إلى سوريا بشرط ألا تخزن في أي مكان يبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 10 كيلومترات.
كما قالت تسريبات أخرى، إن قادة الحزب أصدروا تعليمات صارمة بإخفاء أكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد في مناطق “بعيدة تماماً عن الشبهات”، واعتماد “كل وسائل النقل المتاحة” للقيام بذلك في أسرع وقت.
وذكرت التسريبات، أن ذلك يأتي استعدادًا لاحتمال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، إذ سيسلم الحزب جزءًا بسيطًا جدًا من مخزونه للجيش اللبناني، محتفظًا بالجزء الأكبر منه في “أماكن آمنة”.
وأوضحت، أنه بالفعل بدأت عمليات تنفيذ ذلك على قدم وساق بمشاركة عدد من القوى التي تدور في فلك الحزب والتي ما تزال متمسكة بالاستقواء بهذا السلاح غير الشرعي.
كما تم تخصيص ميزانية كبيرة لتسهيل تنفيذ هذا المخطط في مناطق سنية تعاني من الفقر المدقع، وفي منطقة مسيحية يدين أحد زعمائها بالولاء التام لحزب إيران.
هل نفذت أسلحة حزب الله؟
وردًا على ذلك السؤال، أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، أن المقاومة ما زالت تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وأن الجيش الإسرائيلي عاجز حتى الآن عن احتلال أي قرية لبنانية رغم مرور أكثر من 50 يومًا على العدوان.
ونفى عفيف في كلمته بمناسبة يوم شهيد حزب الله، الادعاءات الإسرائيلية بأن مخزون حزب الله من الصواريخ تراجع بنسبة كبيرة، مشيرًا أن قصف المقاومة لضواحي تل أبيب وحيفا والجولان وعمق الكيان الصهيوني يثبت عكس ذلك.
وأكد، أن مجاهدي حزب الله في الخطوط الأمامية لديهم ما يكفي من السلاح والعتاد لخوض حرب طويلة على كافة الجبهات.
وسبق أن نشر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه “دمر خلال الأشهر الأخيرة معظم مواقع إنتاج صواريخ حزب الله ومخازن أسلحته بالضاحية الجنوبية”، في حين ينفي حزب الله رواية الجيش الإسرائيلي بشأن تدمير قدراته.
وأضاف: أن “خلال السنوات العشرين الأخيرة أقام حزب الله عشرات مواقع الإنتاج ومستودعات الأسلحة في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، مركز ثقله التنظيمي. وكانت هذه المواقع تنتج وتخزن مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية من أنواع مختلفة بهدف إلحاق ضرر عميق بدولة إسرائيل، حيث تم إخفاؤها بشكل ممنهج تحت مباني مدنية”.