مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه في رئاسة الولايات المتحدة، تزايدت التوقعات والتوترات في إيران عن خططه للتعامل معها خاصة مع تخطيطه لتشديد العقوبات على إيران وخنق مبيعاتها النفطية ضمن استراتيجية لتقويض دعمها لوكلائها بالشرق الأوسط.
زرع الفوضى
ومن المنتظر أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا في يناير، حيث سيراقب العالم عن كثب فترة الانتقال التي تستمر شهرين ونصف الشهر، وقد تنتهز بعض الجهات السيئة، بما في ذلك إيران، الفرصة لزرع عدم الاستقرار العالمي.
ويتفق ذلك مع هدف إيران الرئيسي وهو قلب المنطقة رأسًا على عقب من خلال تمويل وتسليح وتوجيه وكلاء الإرهاب، لذا يجب أن تظل إسرائيل والولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى، بحسب ما يراه الكاتب السياسي داني دانون في مقاله اليوم بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
ويرى، أنه بالنسبة لإيران، فإن السلام الإقليمي هو سيناريو كابوسي. لقد تم توقيت الهجمات الإرهابية التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023 لتعطيل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، إلى جانب دول عربية أخرى.
قوة وردع ترامب
وأظهر ترامب في ولايته الأولى أنه يفهم القوة والردع، اللغة الوحيدة التي تتحدث بها الحكومة الإيرانية، وقال كاتب المقال: إنه بصفته دبلوماسيًا، فهو يعلم عن كثب أن المشاركة والتفاوض أفضل من المواجهة والحرب، لكن العدوان القاسي هو الشكل الوحيد للمشاركة الذي استجابت له طهران منذ عام 1979.
ولخلق شرق أوسط أكثر سلامًا، يجب على الغرب اتخاذ ست خطوات ضد التهديدات المستمرة من إيران: أولاً، فرض العقوبات الحالية مع الاستمرار في استهداف كيانات الحرس الثوري الإيراني والجهات الفاعلة المعادية النشطة في قطاعات مهمة من اقتصاد إيران.
وثانيًا، توسيع العقوبات على الأفراد والجماعات التي تدعم برامج تطوير الصواريخ والأسلحة النووية للجمهورية الإسلامية. يجب أن تنطبق هذه العقوبات على أولئك الذين يقدمون الدعم للجماعات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة وإسرائيل وشركائهم الإقليميين.
إعادة فرض العقوبات
أما الخطوة الثالثة، فهي زيادة عدد تصنيفات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية لشل النظام بشكل أكبر.
ورابعًا، السعي إلى “إعادة فرض العقوبات”، أو إحياء العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران قبل الاتفاق النووي لعام 2015.
ومن شأن القيام بذلك أن يحيي القرارات المصممة لمنع الدول من توريد أو بيع الأسلحة إلى إيران مع حظر إيران أيضا من تصدير الأسلحة إلى الخارج.
وخامسًا، مصادرة السفن التجارية التي تنقل بشكل غير قانوني النفط الإيراني الخاضع للعقوبات إلى المشترين في جميع أنحاء العالم.
وأخيرًا، اتخاذ إجراءات صارمة ضد إمدادات طهران غير المشروعة بالأسلحة في مناطق حرب مختلفة مثل أوكرانيا.
خطة ترامب لإيران
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يخطط لتشديد العقوبات على إيران وخنق مبيعاتها النفطية ضمن استراتيجية لتقويض دعمها لوكلائها بالشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن ترامب كان لديه نظرة قاتمة تجاه إيران خلال فترة ولايته الأولى، حيث قام بإلغاء اتفاق الدول الستة مع طهران، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، الذي سعت إلى كبح أنشطة الأسلحة النووية الإيرانية.
كما فرض ما وصف باستراتيجية “الضغط الأقصى” على أمل أن تتخلى إيران عن طموحاتها في الحصول على سلاح نووي، وتوقف تمويل وتدريب ما تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية، وتحسن سجلها في مجال حقوق الإنسان.
هل يتغير نهج ترامب في ولايته الجديدة؟
لكن مسؤولين سابقين في إدارة ترامب قالوا إنه عندما يتولى منصبه في 20 يناير، من المرجح أن يتلون نهج ترامب تجاه إيران بمعرفة أن عملاءها حاولوا اغتياله هو وكبار مساعدي الأمن القومي السابقين بعد تركهم مناصبهم.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “أعتقد أنكم ستشهدون عودة العقوبات، وسوف ترون المزيد، دبلوماسيًا وماليًا، فهم يحاولون عزل إيران.. أعتقد أن التصور هو أن إيران بالتأكيد في موقف ضعف في الوقت الحالي، والآن هناك فرصة لاستغلال هذا الضعف”.
وقال بريان هوك، الذي أشرف على سياسة إيران في وزارة الخارجية خلال فترة ولاية ترامب الأولى وهو الآن المسؤول عن انتقال ترامب في الوزارة، إن الرئيس المنتخب “ليس لديه مصلحة في السعي للإطاحة بحكام إيران”.
وحسب الصحيفة فإن المسؤولين الإيرانيين منقسمون حول ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية قادرة على مقاومة الضغوط الاقتصادية الإضافية.
وحذر مسؤول نفطي إيراني من أن “الوضع قد يصبح كارثيا بالنسبة لصناعة النفط الإيرانية”، مشيرًا أن “الصين تشتري بالفعل النفط الخام من البلاد بسعر مخفض، بينما تعاني إيران من نقص الغاز الطبيعي المستخدم للتدفئة والصناعة”.