ذات صلة

جمع

جلسة هامة في مجلس الأمن لمناقشة ملفات السودان واليمن والأمن الغذائي فى غزة

يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة مرتقبة لمناقشة عدد...

تسريبات.. لجنة إيرانية لإعادة هيكلة حزب الله تكتشف عمليات تضليل واختلاس كبرى

منذ مقتل حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله،...

فيديو يثير الجدل في إيران.. كشف فساد 52 مسؤولًا بنظام الملالي ومحاولات لتلميع مجتبى خامنئي

أثير جدل واسع في إيران بعد مقطع فيديو نُشر مؤخرًا على موقع “يوتيوب” من قناة “ديدبان إيران”، يكشف الفساد المستشري بين ما لا يقل عن 52 مسؤولًا في النظام الإيراني.

فيديو يكشف فساد 52 مسؤولًا إيرانياً

ويظهر الفيديو العضو السابق في لجنة التحقيق والتقصي في السلطة القضائية، عباس باليزدار، يتحدث عن قضايا الفساد التي طالت مسؤولين كبارًا في النظام، معظمهم من السابقين أو المتوفين.

ويبدو أن باليزدار، الذي يصف نفسه بالمقرب من مجتبى خامنئي، الابن الأكثر نشاطًا سياسيًا للمرشد الإيراني علي خامنئي، يستهدف بهذه الادعاءات إبراز شخصية مجتبى على أنه بعيد عن شُبهات الفساد، في محاولة تمهيدية لتقديمه قائدًا مستقبليًا للنظام الإيراني، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.

وفيما يخص سبب السماح بنشر مقابلة كهذه تتناول فساد كبار المسؤولين بهذه الصراحة، يكشف باليزدار عن فساد شخصيات بارزة، مثل محمد يزدي ومحمود هاشمي شاهرودي، الرئيسين السابقين للسلطة القضائية، وغلام علي حداد عادل، والد زوجة أحد أبناء خامنئي.

ويبدو أن الهدف من هذه الإفشاءات لا يقتصر على كشف الفساد بحد ذاته، بل هو محاولة لتبرئة مجتبى خامنئي، وتقديمه كرجل خالٍ من هذه الشبهات، بما يوحي بأن الفساد محصور في المسؤولين السابقين، وأن القيادة الحالية، لا سيما خامنئي وأبناؤه، بعيدةٌ عنه.

فساد أول رئيس للسلطة القضائية

ويركز عباس باليزدار في الفيديو على ملفات فساد تتعلق بأول رئيس للسلطة القضائية بعد الثورة الإيرانية، من عام 1989 إلى 1999، محمد يزدي، الذي كان يحتفظ بمنصبه بدعم من خامنئي، رغم علم الأخير بممارساته، وفقًا لقول باليزدار.

وزعم أن عائلة يزدي استولت على شركة “دنا” لصناعة الإطارات إلى جانب استحواذها على ثلاثة آلاف هكتار من أراضي عباس آباد في شمال إيران. بل ويشير إلى أن يزدي استخدم أموالاً مُصادرة من السلطة القضائية لشراء منزله، وهو نمط فساد شبيه بما كان يحدث في عهد ناصر الدين شاه (تولى حكم إيران من 17 سبتمبر/أيلول 1848 إلى 1 مايو/أيار 1896)، حيث كانت الأراضي تُوزع بين المسؤولين مقابل الولاء.

كما تطرق باليزدار إلى فساد محمود شاهرودي، الذي قاد السلطة القضائية الإيرانية بين عامي 1999 و2009، زاعمًا أن شاهرودي وعائلته استولوا على منجم الذهب في منطقة موته بأصفهان.

ويمتد النمط ذاته ليشمل رجال دين كبارًا آخرين، مثل خطيب الجمعة السابق في طهران، محمد إمامي كاشاني، الذي يتهمه بالاستيلاء على منجم حجري كبير في دهبيد بمحافظة فارس.

تورط أحد أقارب خامنئي

وتشمل التسريبات أيضًا غلام علي حداد عادل، الرئيس السابق للبرلمان ووالد زوجة أحد أبناء خامنئي، والذي أشار رئيس مؤسسة “المستضعفين” السابق، برويز فتاح، إلى أنه وعائلته استولوا على أرض تابعة للمؤسسة. ورغم أن فتاح اضطر للاعتذار بسبب ضغط حداد، فإن الحديث عن تورط الأخير في الفساد يبقى قائمًا.

والمثير للانتباه أن هذه الإفشاءات تركز بشكل أساسي على المسؤولين السابقين أو المتوفين، مما لا يشكل ضررًا كبيرًا للنظام الحالي، وتهدف إلى توجيه الرأي العام نحو الاعتقاد بأن الفساد مقتصر على المسؤولين السابقين، وأنه في حال تولي مجتبى خامنئي السلطة، سيتم اجتثاث هذه الممارسات. وبالفعل، يبدو أن الهدف الرئيس هو تهيئة الرأي العام لقبول مجتبى خامنئي كزعيم مستقبلي يملك من النزاهة والقدرة ما يكفي لمحاربة الفساد.

وتظهر هذه الإفشاءات على أنها ليست سوى جزء من مشروع منظم لإعادة توجيه الانتباه الشعبي وتقديم مجتبى خامنئي كمنقذ، في الوقت الذي يرى فيه العديد من المواطنين أن المشكلة الأساسية تكمن في بقاء النظام الإيراني نفسه، وأن أي تحسن حقيقي في الأوضاع لن يتحقق إلا بتغيير جذري، وإسقاط هذا النظام بأكمله.