منذ مقتل حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله، وتسيطر إيران على الجماعة بشكل كامل، إذ نقلت الأمين العام الجديد نعيم قاسم إليها وتتولى كتابة خطاباته وإصدار القرارات وسن القوانين وإجراء تقييم وفحص كامل ليكون حزب الله إيرانيًا كاملا.
لجنة إيرانية لإعادة هيكلة حزب الله
وفي آخر تلك الإجراءات، كشف مصدر مقرب من حزب الله، أنه من بين ما توصلت إليه اللجنة الإيرانية التي تشرف على إعادة هيكلة الحزب بعد مقتل عدد كبير من قياداته السياسية والعسكرية، هو أن حسن نصرالله على وجه الخصوص “كان مغيبًا تماماً عن حقيقة الوضع العسكري لحزبه في الجنوب”.
كما توصلت اللجنة إلى أنّ فصولا كاملة من “الكذب والتضليل والخداع عن الإعداد الهائل جنوب نهر الليطاني والأنفاق ونقاط السيطرة والمخازن… إلخ” كانت كفيلة برسم مشهد مطمئن لقيادة الحزب السياسية، وهو ما تبين عكسه تمامًا، بحسب المصدر.
السيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية
وتابع المصدر، أن اللجنة خلصت إلى أن الحزب ركز بالدرجة الأولى على السيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية وقمع المعارضة الداخلية على حساب الإعداد العسكري الذي عوضه بالتهويل عبر وسائل إعلامه وعدد من المأجورين.
وبحسب المصدر، فإن اللجنة تدقق في أوجه صرف 2.3 مليار دولار في السنوات الـ 10 الأخيرة خصصت للجانب العسكري من دون أن يظهر أثرها في الميدان، مع ترجيح وجود عملية اختلاس كبيرة بين ضباط في الحرس الثوري وقياديين في الحزب.
إيران وحزب الله
ومن المعروف أن إيران، تعتبر الراعية الأساسية لحزب الله منذ تأسيسه في الثمانينيات، حيث تُعنى طهران بعمق بتحديد القيادة الجديدة، وذلك لضمان استمرارية الخط الإستراتيجي المتوافق مع سياساتها الإقليمية.
لذا كان لها دوراً فب اختيار نعيم قاسم كأمينًا عامًا جديدًا للحزب، وسبق أن كشفت تسريبات أن كلمته الأخيرة كتبت باللغة الفارسية في مكتب المرشد الإيراني الخاص بالإشراف على حزب الله وترجمت إلى اللغة العربية، وقد تدرب على قراءتها ومحاولة حفظها عدة مرات لتعطي انطباعاً بأنها من بنات أفكاره.
كما كشف المصدر، أن قاسم معزول كليًا في طهران عن كل أشكال الاتصال حتى مع ما تبقى من قيادات الحزب، إذ “تعد حمايته والحفاظ على حياته انتصارًا في هذه المرحلة الصعبة”.
ماذا قال في كلمته؟
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم: إن لدى الحزب عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين لمواجهة إسرائيل، مشيرًا إلى أن الحزب مستعد لخوض حرب استنزاف طويلة إذا كانت إسرائيل تراهن على ذلك.
وأكد قاسم – في كلمة مسجلة بثت الأربعاء، بمناسبة مرور أربعين يومًا على اغتيال سلفه حسن نصر الله بنيران الجيش الإسرائيلي-، أنه “لا يوجد مكان في إسرائيل ممنوع على طائرات وصواريخ حزب الله”.
وقال قاسم: إنه إذا كان الإسرائيليون “يراهنون على أنهم يطيلون الحرب وتصبح حرب استنزاف.. فنحن حاضرون”، مؤكدًا أنه “مهما مرّ الوقت سنبقى صامدين.. نواجهكم”.
وأشار زعيم حزب الله إلى أنه لا يعول على نتائج الانتخابات الأمريكية لوقف “عدوان” إسرائيل، مؤكدًا أن “ما يوقف الحرب العدوانية هو الميدان”.
وقال: “يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين، الذين يستطيعون المواجهة والثبات عند الحدود مع إسرائيل”، مؤكدًا أن “الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو أماكن التموضع، وقابلة لأن تمدنا لفترة طويلة”.
وطالب قاسم الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الدولية بتوضيح تفاصيل “الخرق” الإسرائيلي في مدينة البترون اللبنانية الساحلية، حيث أعلنت إسرائيل السبت الماضي، أن قوة كوماندوس بحرية “اعتقلت عنصراً رفيعاً في حزب الله” ونقلته إلى أراضيها للتحقيق معه.
وقال قاسم: “إن يدخل الإسرائيلي بهذه الطريقة، هذا أمر فيه إساءة كبيرة للبنان، وفيه انتهاك لسيادة لبنان”، مضيفًا: “لتُسأل اليونيفيل، وخاصة الألمان، عما رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه؟”.