شكّل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية إحباطًا لدى القوى الغربية، لا سيما وأن الرجل يرفع شعار أميركا أولاً، ما يهدد بجفاف المساعدات التي تقدمها واشنطن لكييف وميل الكفة لصالح موسكو التي اعتمدت سياسة ناجحة راهن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الوقت.
ومع تقدم روسيا في الميدان قال سيرغي شويغو سكرتير مجلس الأمن الروسي: إن الوضع في جبهات القتال ليس في صالح أوكرانيا، وقدم للغرب خيار الاعتراف بالواقع الحالي والتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب أو الاستمرار في تمويل كييف وتدمير الأوكرانيين بحسب تعبيره.
وبينما انتصار وصف بالتاريخي يعود على إثره دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شهر يناير المقبل، إلا إن ترامب تنتظره في المكتب البيضاوي ملفات دولية صعبة ومعقدة للغاية بسبب تداخلها بشكل غير مسبوق.
حرب أوكرانيا والعلاقات مع كوريا الشمالية والصين، ناهيك عن ملف إيران، وحرب غزة ولبنان والوضع في سوريا، ملفات متشابكة تتضارب فيها المصالح الأميركية مع روسيا وسط حديث عن إمكانية إبرام اتفاق بين موسكو وواشنطن بشأن قضايا المنطقة وأوكرانيا عبر صفقة دولية كبرى.
إشارات إيجابية من ترامب إلى الكرملين
وهو ما أعلن عنه الكرملين، الأحد، حول أنه يرى إشارات إيجابية في موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بشأن أوكرانيا، مع تحذيره من صعوبة التنبؤ بما سيكون عليه سلوكه عند توليه منصبه.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مقابلة مع وسائل الإعلام الرسمية نشرت الأحد، الإشارات إيجابية.
قال ترامب أثناء حملته إنه ينظر إلى ذلك النزاع في أوكرانيا من خلال اتفاقات، وإنه يستطيع إبرام اتفاق يمكن أن يؤدي إلى السلام.
في الوقت نفسه، تبادلت روسيا وأوكرانيا هجمات قياسية بطائرات مسيرة خلال ليل السبت – الأحد، في ظل اثارة انتخاب ترامب قلقاً في أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات العسكرية الخارجية، لا سيما من واشنطن، للصمود في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ قبل نحو 3 سنوات.
ويعد ترامب من أشدّ منتقدي المساعدات العسكرية والمالية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، من هنا تأتي خشية كييف أن تتعرّض هذه المساعدات المهمة للخطر.
كان ترامب قد أكد أكثر من مرة أنه لو كان في سدة الحكم لما اندلعت هذه الحرب ملقيًا باللوم على إدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع هذه الأزمة، مشددا على أنه لا يخطط لبدء الحروب، بل لإنهائها.
ليأتي الرد الروسي بعد إعلان ترامب فوزه في الانتخابات، ليؤكد أن الكرملين سيحكم على ترامب على أساس أفعاله خلال الفترة المقبلة.
وقال وزير الخارجية الروسي: إن موسكو مستعدة لإجراء حوار صادق مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن تصريحات ترامب يجب أن تتبعَها أفعالٌ وإجراءاتٌ ملموسة لتحقيق السلام.