بعد فوز المرشح الديمقراطي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية وعودته مجددًا إلى البيت الأبيض، توجد العديد من القضايا السياسية الشائكة على طاولته وخاصة في الشرق الأوسط وعلى رأسها إيران.
كيف تؤثر عودة ترامب على إيران؟
وبالنظر إلى السياسات التي اتبعها ترامب، خلال ولايته الأولى، يتوقع خبراء ومراقبون أن تواجه إيران في المرحلة المقبلة اختبارًا صعباً سيكون عنوانه “الضغط الأقصى”، لكن ومع اختلاف الظروف ومعادلات المنطقة ما بين الماضي والحاضر، قد يكون من الصعب التنبؤ بحدود هذا الضغط.
وستكون إيران وصراعها القائم في المنطقة -وغير المسبوق على صعيد الحدة- مع إسرائيل، على طاولة ترامب حال تسلمه المهام الرسمية في يناير المقبل، وهو ما يشير إليه السياق العام لسياساته السابقة ومواقفه التي صدرت حديثًا، وحتى على مستوى فحوى مكالمته الهاتفية، الخميس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
وناقش نتانياهو مع ترامب وفقًا لبيان نشره مكتبه، “التهديد الإيراني وضرورة العمل معاً من أجل أمن إسرائيل”.
وجاء ذلك بعدما أبدت المواقف الرسمية من طهران قلقاً ضمنيًا تجاه إعلان فوز المرشح الجمهوري بالانتخابات الأميركية.
وسبق أن صرّحت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن نتائج الانتخابات “لن تؤثر” على الوضع الاقتصادي في إيران وعلى “معيشة الإيرانيين”، مما يعكس قلق النظام في طهران من إعادة العمل بسياسة “الضغط الأقصى” من جانب ترامب، القائمة على فرض عقوبات اقتصادية صارمة.
شيك مفتوح لضرب إيران
فيما اعتبرت صحيفة “معاريف الإسرائيلية”، أن إسرائيل لديها “شيك مفتوح الرصيد”، من الرئيس الأمريكي العائد، بقوله خلال الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران، “افعلوا ما هو ضروري”.
وهو ما كان محور تركيز من الإعلام العبري على مدار الساعات الأخيرة، فيما يخص توقع وتحليل سياسة الرئيس ترامب حيال في الفترة المقبلة، وسط أجواء من الاحتفال والترقب، ولاسيما بخصوص ضربة إسرائيلية ضد طهران.
وعبّر مراقبون إسرائيليون عن قلقهم من تحول في سياسة ترامب، الذي لم يذكر شيئا خاصة عن إسرائيل في خطاب نصره على غير المعتاد.
الاختلاف بين ترامب وبايدن
واعتبرت الصحف الاسرائيلية، أن ترامب سلم نتنياهو شيكًا مفتوحًا لاتخاذ إجراءات ضد إيران، بهذه الكلمات، ولن يغيرها مع وصوله للبيت الأبيض.
وفيما يتعلق بما يعرف بفترة التداخل بين جو بايدن ودونالد ترامب قد تسمح لإسرائيل بالتحرك ضد البرنامج النووي الإيراني، وفق توقع صحيفة “معاريف”.
وأيد ذلك التصور تقرير في وكالة بلومبيرغ الأمريكية، بالإشارة إلى كلمات دونالد ترامب التي قالها لنتنياهو في محادثة جرت بينهما الشهر الماضي، عندما سُئل عن كيفية التعامل مع المواجهة مع إيران ووكلائها في المنطقة.
ويتناقض هذا النهج الذي يتبعه الرئيس المنتخب بشكل حاد مع دعوات الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لضبط النفس وزيادة المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفق الصحيفة.
واعتبر في إسرائيل فوز ترامب الدراماتيكي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية فرصة لمواصلة الحرب ضد حماس وحزب الله، وحتى للتفكير في هجوم يهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني.
ويتوقع نداف شتروشلر مستشار نتنياهو السابق، احتمال حدوث ذلك، مضيفًا أن احتمالات الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية تزايدت، ويبقي نتنياهو خياراته مفتوحة، وسيحاول تأجيل قرار الهجوم على إيران حتى اللحظة الأخيرة، وفق توقعه.
وقال مسؤول كبير في مجلس الوزراء الإسرائيلي، إن فترة التداخل في الولايات المتحدة بين بايدن وترامب، قد توفر لإسرائيل فرصة للعمل ضد البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبره نتنياهو تهديداً وجوديا.