شهدت الانتخابات الأمريكية 2024 جدلاً واسعًا حول دقة استطلاعات الرأي، حيث اتضح أن التوقعات في بعض الدوائر الأساسية كانت بعيدة عن النتائج الفعلية؛ مما أثر على تصورات الناخبين، وأدى إلى فشل بعض الحملات في استيعاب التوجهات الفعلية للناخبين.
أشارت التقارير، أن هذه الاستطلاعات بالغت في تقدير شعبية بعض المرشحين، بينما قللت من فرص الآخرين؛ مما جعل النتائج النهائية صادمة.
يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها التحديات في استقطاب عينة تمثيلية كافية والتغيرات في سلوكيات التصويت، خاصة بين فئات الشباب والأقليات.
إضافة إلى ذلك، أثر انتشار المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي والتضليل الإعلامي في تشكيل الآراء العامة بشكل غير واقعي.
نتائج صادمة
وصدمت النتيجة الحاسمة للانتخابات الرئاسية الأميركية والتي شهدت فوز دونالد ترامب بالعديد من الولايات المتأرجحة، الأميركيين الذين توقعوا حسب استطلاعات الرأي أن النتائج ستكون متقاربة بين ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
على وسائل التواصل الاجتماعي، تساءل الأميركيون حول السبب الذي أدى إلى استطلاعات رأي مغلوطة، وحصروا السبب بما أسموه “ناخب ترامب الخجول”.
حيث إن مفهوم “الناخب السري لترامب” معقد، ويقول خبراء الصحة العقلية وعلم الاجتماع: إن الناس من المفترض لديهم أسباب “أقل” للخجل من دعم ترامب علناً من أي وقت مضى، لا سيما أنه خدم بالفعل فترة واحدة كرئيس والآن سيخدم فترة أخرى، ونجا من محاولة اغتيال حشدت له الكثير من الدعم.
ولكن في بعض الأماكن، ما يزال الإفصاح عن نيتك التصويت لصالح ترامب يحمل “مخاطر اجتماعية كبيرة”، وخاصة في المجتمعات الليبرالية، وفق صحيفة “يو إس إيه تودي” الأمريكية.
وبصرف النظر عن هذا الشعور، ربما لم يرغب الناس في التحدث علنًا عن تصويتهم لأنهم ببساطة متعبون من الاضطرار إلى تبرير وجهات نظرهم.
جدلية ترامب
تقول المعالجة النفسية ستيفاني سركيس: “لقد وصل العديد من الناس الآن إلى النقطة التي يفضلون فيها عدم مناقشة السياسة، لأنها أصبحت شديدة الاستقطاب، قد نتفاجأ بمن صوت لصالح من، ولدينا جميعا أسباب مختلفة لذلك، قد يكون ذلك بسبب نظام المعتقدات، أو الانتماء الحزبي”.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر ترامب شخصية جدلية، ويعرف العديد من الناس ردود الفعل القوية التي يمكن أن يثيرها اسمه وحده، ولذلك اختاروا تجنبه كموضوع للمناقشة مع أحد.
يقول ماثيو داليك، المؤرخ وأستاذ الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن: “لقد أصبحت الترمبية لقبا، أتخيل أن هناك بعض ناخبي ترامب الذين يترددون في الاعتراف علنا بدعمهم لترامب”.
وبحسب الصحيفة، فليس من الضروري أن يكون جميع من صوت لترامب سعيدا بالنتيجة اليوم، ربما نجد من يقلق على المستقبل.
وفي هذا السياق، قالت سركيس: “بصفتنا بشراً، نواجه صعوبة في التعامل مع الغموض، قد تظل هناك بعض التساؤلات بشأن ما سيحدث، وطالما ظل المناخ السياسي متوتراً، فسوف يظل العديد من الناس خجولين بشأن أصواتهم”.