يُعد اللوبي العربي في الولايات المتحدة قوة متنامية في المشهد السياسي الأمريكي، حيث يسعى إلى تعزيز قضايا الجالية العربية والتأثير في القرارات السياسية الداخلية والخارجية.
ومع اقتراب انتخابات 2024، يزداد دور هذا اللوبي أهمية في توجيه الناخبين من أصول عربية، وكذلك في التأثير على السياسات التي تمس مصالحهم بشكل مباشر.
وجهود كبيرة يبذلها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس قبيل موعد الانتخابات، والتركيز بالتأكيد على الولايات المتأرجحة في محاولة واضحة من المرشحين لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات، ومن بين تلك الأصوات المميزة هي الأصوات العربية.
والدور المحتمل للجالية العربية في التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث أشاروا إلى أن العرب الأميركيين، خصوصًا في ولاية ميشيغان التي تُعد معقلاً لهم، قد يكونون عاملًا مؤثرًا في الانتخابات.
وفي انتخابات 2024، يسعى العرب الأمريكان إلى تعزيز حضوره السياسي وتأثيره الانتخابي من خلال حملات توعية لحث المواطنين الأمريكيين من أصول عربية على التصويت.
ويعتبر الدعم الانتخابي العربي مهمًا خاصة في الولايات المتأرجحة التي قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، مثل ميشيغان، التي تحظى بجالية عربية كبيرة.
يسعى اللوبي العربي كذلك إلى بناء علاقات مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، بحيث يمكنه نقل وجهات نظر ومخاوف الجالية العربية إلى المرشحين.
وقد جرى في الأشهر الأخيرة تنظيم عدة لقاءات بين ممثلي اللوبي العربي والمرشحين للرئاسة بهدف توضيح مطالب الجالية وتأكيد دورهم ككتلة انتخابية مؤثرة.
وقد كانت ميشيغان واحدة من الولايات التي فاز فيها الرئيس السابق دونالد ترامب بفارق ضئيل في انتخابات عام 2016، مما يبرز أهمية الأصوات العربية في حسم النتيجة.
أوضح الخبراء في الحوار، أن العرب الأميركيين ليسوا كتلة سياسية موحدة، فبينما يميل بعضهم لدعم الجمهوريين، يميل آخرون نحو الديمقراطيين، وهناك من اختار دعم مرشحي حزب الخضر كبديل ثالث.
ويرى المحللون، أن هذا التنوع يمنح العرب تأثيراً أكبر في الحملات الانتخابية، حيث يسعى كل مرشح لكسب أصواتهم المتفرقة، ما يجعل من الصعب تجاهل قضاياهم.
قضايا الوقت الحالي وقطاع غزة
وسلط الخبراء الضوء على تأثير القضايا الخارجية، مثل الوضع في غزة وأوكرانيا، على توجهات الناخبين العرب.
وقد أشارت التقارير، أن بعض العرب الأميركيين يميلون لدعم ترامب نظرًا لوعوده بإنهاء الحروب بشكل سريع، فيما يعبّر آخرون عن استيائهم من سياسات الرئيس بايدن تجاه الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل.
وتناول الخبراء أيضًا تأثير انقسام الأصوات العربية في ولايات مثل ويسكونسن، حيث يوجد نحو 40,000 ناخب عربي قد يشكّلون ثقلًا حاسمًا في الانتخابات.
وأشارت التغطية أن الناخبين العرب موزعون بين دعم هاريس وترامب، بالإضافة إلى دعم بعضهم للمرشحين المستقلين، وهو ما قد يؤدي إلى ترجيح كفة أحد المرشحين في حال كانت الانتخابات متقاربة.
أوضح المحللون، أن هاريس قد تتبنى سياسة تقليدية ومعتدلة شبيهة بسياسات بايدن، بينما قد يكون نهج ترامب مختلفًا، حيث يتميز بالمجازفة وسعيه لتحقيق “صفقات كبرى”.