بسبب المخاوف الكبيرة من القتل أو الإصابة خلال الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية، ومن ثم حزب الله والحوثيين، لجأ ضباط الجيش الإسرائيلي والاحتياط إلى الهروب والانتحار، مما أدى إلى تزايد عدد المصابين بالاضطرابات النفسية “الحادة”، لتجنب انخراطهم في تلك العمليات العسكرية.
انتحار ضابط احتياط
وفي آخر تلك الأحداث، أقدم ضابط في الجيش، اليوم الاثنين، على الانتحار بعد عودته من العمليات العسكرية في قطاع غزة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضابط المنتحر يُدعى سنتياغو عوفاديا، وقد شارك مؤخراً في القتال في غزة.
كما كشفت قناة “ريشت كان” العبرية عن انتحار الضابط آساف داغان، وهو برتبة رائد، وقد تم استدعاؤه مرة أخرى للخدمة العسكرية بينما كان يتنقل بين قواعد عسكرية.
ويظهر من مراسلات في مجموعات واتساب كتبها الضابط بنفسه أنه يوم انتحاره، كانت وحدته بحاجة ماسة إلى قوة بشرية، وتم استدعاؤه مع آخرين للوصول على الفور إلى قاعدة كيرياه.
انتحار وهروب الإسرائيليين
ويتوافق ذلك مع التسريبات الأخيرة التي تثبت وجود حالات متزايدة من الانتحار والهروب في صفوف الجيش الإسرائيلي بين الضباط النظاميين والاحتياط.
كما ذكرت التسريبات أن غالبية هؤلاء الجنود المنتحرين والهاربين كانوا من جيل الشباب، وأن بعضهم أنهى حياته أثناء تمركزه بالقرب من مستوطنات غزة.
وأشارت إلى انتشار الميول الانتحارية بين جنود الخدمة الفعلية وجنود الاحتياط، حيث إن العديد منهم في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم، موضحة أن ذلك يأتي وسط تكتم إعلامي شديد.
انتشار الأمراض النفسية
ويأتي ذلك وسط تقارير تفيد بارتفاع أعداد الجنود المصابين باضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، بسبب الحرب الدائرة.
وأكدت التقارير إصابة مئات من جنود الجيش الإسرائيلي باضطرابات نفسية وجسدية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن البيانات العسكرية أظهرت انتحار عشرة جنود خلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر 2023 حتى 11 مايو 2024.
وفي تقرير سابق، أصدرت إدارة إعادة التأهيل في الجيش الإسرائيلي معطيات تفيد بأن أكثر من ثلث الجنود الذين يتم إبعادهم من ساحات القتال يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.
وبحسب البيانات الصادرة في أغسطس الماضي، يُستبعد أكثر من ألف جندي جريح شهرياً من القتال لتلقي العلاج، وتشير إلى أن 35% من الجنود يعانون من مشاكل نفسية، بينما يعاني 27% من ردود فعل نفسية أو اضطراب ما بعد الصدمة. وتتوقع السلطات أنه مع نهاية العام الجاري، سيصل عدد المقاتلين الجرحى الذين يتلقون العلاج إلى 14 ألفاً، مع احتمالية أن يواجه حوالي 40% منهم مشاكل نفسية.