ما بعد أكثر من عامٍ على حرب قطاع غزة، واقتراب الدخول للشهر الرابع عشر، يسعى العديد من الدول للبحث عن الخروج من منحنى الحرب بنحو جديد، خاصة وإن إسرائيل نفذت أغلب متطلباتها للحرب، وآخرها اغتيال زعيم حركة حماس والمهندس الخاص لعملية طوفان الأقصى يحيي السنوار.
وكانت آخر المقترحات الخاصة بالهدنة هو المقترح المصري الجديد الذي طرحته الرئاسة المصرية علناً، بعد ساعات من انطلاق جولة محادثات في الدوحة، وسط تضارب بشأن قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عدمه، وغموض ما يزال يسيطر على رد حماس، قبل نحو أسبوع من اتجاه أنظار المنطقة نحو الانتخابات الأميركية المصيرية في 5 نوفمبر.
المقترح الأمريكي
في الوقت نفسه، وبعد ساعات قليلة فقط من المقترح المصري، طرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 28 يومًا، وإطلاق سراح نحو ثماني رهائن محتجزين لدى حركة “حماس” وإطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل، وفقاً لما ذكره موقع “أكسيوس” نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.
وأضاف الموقع، أن بيرنز ناقش الفكرة خلال اجتماع عقده الأحد مع نظيريه الإسرائيلي والقطري.
موقف نتنياهو
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أنه لم يتلقَّ اقتراحًا لهدنة لمدة يومين في الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس” في غزة تشمل إطلاق سراح رهائن، وفقاً لمكتبه.
وقال نتنياهو – في كلمة وجهها لحزبه-: إن إسرائيل “لم تتلقَّ اقتراحاً للإفراج عن أربع رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في غزة. لو طُرح مثل هذا الاقتراح، لكان رئيس الوزراء قد قبله على الفور”، في إشارة إلى اقتراح أعلنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد.
وأعلن عضو فريق التفاوض الإسرائيلي في شأن الرهائن لدى حركة “حماس”، أورين سيتر، استقالته، فيما قالت هيئة البث “كان”، إنه انسحب بسبب “الجمود في المحادثات”.
وشغل سيتر منصب نائب رئيس هيئة المفقودين والأسرى في الجيش الإسرائيلي، التي تهدف للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي: إن سيتر “عمل بلا كلل من أجل دفع الجهود الرامية إلى إعادة المحتجزين”.
وفي السياق نفسه، حذرت وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، من أن المساعدات الإنسانية لا تصل لمستحقيها في جباليا بشمال قطاع غزة، وهو ما قال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر: إن واشنطن لا تقبله.
وأضاف ميلر: “أحد تقديراتنا، أن الناس في جباليا لا يحصلون على الغذاء والمياه والدواء الذي يجب إيصاله لهم. ونريد أن نرى ذلك يتغير”.
وقال ميلر: إن واشنطن سترفض بوضوح أي جهد لعمل حصار أو تجويع المدنيين أو عزل شمال غزة عن بقية الجيب.