بعد غموض واسع بشأن دخول إسرائيل مجالها الجوي لاستهداف إيران، اكتشفت العراق حقيقة ذلك الأمر واختراق سيادتها، لذا تقدمت بمذكرة احتجاج رسمية لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن.
احتجاج عراقي دولي
وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، تقديم بغداد مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن، تضمّنت إدانة لـ”الانتهاك الصارخ” الذي ارتكبه إسرائيل بخرق أجواء العراق وسيادته، خلال ضرباتها على إيران.
وقال العوادي – في بيان، نقلته وكالة الأنباء العراقية-، إن العراق تقدّم رسميًا بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ الذي ارتكبته إسرائيل بخرق طائراته أجواءَ العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الهجوم على إيران.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي، بحسب البيان، وزارة الخارجية “بالتواصل مع الجانب الأميركي، بشأن هذا الخرق، طبقاً لبنود اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق”.
اختراق سيادة العراق
وذكر البيان، أن “الحكومة العراقية تؤكد التزامها الثابت بسيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وبأنها تعمل على مختلف الصعد لمواجهة هذه الانتهاكات، وتشدد على عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصاً دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة”.
وأضاف: “يعكس هذا الموقف حرص العراق على اتباع سياسة الحفاظ على استقرار المنطقة، من خلال منع أي استغلال لأراضيه في صراعات إقليمية، ودعمه حلَّ النزاعات عبر الحوار والتفاهم المتبادل”.
الأجواء الجوية العراقية
وبالأمس، فقد أدانت الحكومة العراقية الهجوم الإسرائيلي، لكنها لم تصدر بياناً رسمياً ينفي أو يؤكد هذه الرواية.
كما نفى مستشار حكومي عراقي – في تصريح متلفز- استخدام إسرائيل للأجواء العراقية، رافضاً ما أعلنته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة حول هذا الأمر.
وأكد حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن العراق لا يتعامل مع إسرائيل، بل هو في حالة عداء معها منذ عام 1948، ولا يمكن أن يسمح باستخدام أجوائه لضرب إيران، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية أدانت القصف الإسرائيلي لإيران بأشد العبارات، مشدداً على أن بلاده تستخدم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة في المنطقة.
في المقابل، ترفض الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران تبريرات الحكومة العراقية، وصرح القيادي في كتائب “سيد الشهداء”، عباس الزيدي، في تصريح صحافي، بأن “فاتورة الحساب والاقتصاص من الكيان الصهيوني تزداد يوماً بعد يوم، بناءً على ما يقترفه من جرائم وعدوان، خصوصاً في لبنان وغزة”.
ماذا قالت إيران؟
وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد ذكرت يوم السبت، أن “طائرات تابعة للكيان الصهيوني هاجمت مواقع عسكرية إيرانية من الأجواء العراقية”، مضيفة أن “المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأميركي. والنتيجة: التواطؤ الأميركي في هذه الجريمة مؤكد”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، اليوم (الاثنين)، بطلب من طهران، أيّدته الجزائر والصين وروسيا، وفق ما أعلنت رئاسة الهيئة، وذلك بعد الضربات الإسرائيلية على إيران.
وكان الجيش الإسرائيلي، السبت، أعلن أن عشرات الطائرات الإسرائيلية نفذت 3 موجات من الضربات، قبل الفجر ضد مصانع صواريخ ومواقع أخرى قرب طهران، وفي غرب إيران، وقللت إيران، من أثر الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية، وقالت إنه لم يتسبب إلا في أضرار محدودة.
وأثارت جولات إطلاق النار بين الجانبين، مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة تضع إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة إيران ووكلائها المسلحين في المنطقة.