يبدو أن إيران تخشى بشدة على أذرعها المسلحة وقادتها البارزين خارج البلاد، لذا اتخذت إجراءات أمنية صارمة لحمايتهم، وهي إجلائهم سرًا إلى أراضيها خوفًا من اغتيال إسرائيل لهم.
أكرم الكعبي يغادر إلى إيران
فبعد أن انتقل نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله إلى إيران، قررت نقل أكرم الكعبي الأمين العام لحركة النجباء العراقية المنضوية في الحشد الشعبي أيضًا.
وكشفت تسريبات جديدة، أن إيران وجهت لأكرم الكعبي، الأمين العام لحركة النجباء رسالة خاصة تفيد تركه سريعًا للعراق وسوريا وسرعة نقله إلى العراق، خاصة بعدما قام الحماسي بتأبين حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني.
وذكرت التسريبات، أن إيران تتخذ تلك الإجراءات الاحترازية لحماية قادة ميلشياتها المسلحة في المنطقة لحمايتهم من الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة وخوفاً من الرد المحتمل.
نعيم قاسم سبقه إلى إيراو
وسبق أن انتشرت أخبار غير مؤكدة عن احتمال مغادرته إلى إيران، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن “نائب أمين عام حزب الله غادر إلى إيران خوفًا من الهجمات الإسرائيلية”.
كما أكد مصدر إيراني، أن قاسم توجه إلى طهران يوم الخامس من أكتوبر الحالي، برفقة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، موضحًا أن قرار انتقاله إلى طهران جاء بأمر من الجهات العليا في إيران خشية اغتياله من إسرائيل مثلما حدث مع نصرالله.
وزعم المصدر، أن قاسم ألقى أول خطاب له بعد اغتيال نصرالله من بيروت، أما الخطابان اللذان تلاهما بعد ذلك فقد ألقيا من مكان إقامته في طهران.
ما هي حركة “النجباء”؟
تعتبر حركة “النجباء” من أبرز الفصائل المرتبطة بإيران في العراق، وفي مارس 2019 صنفتها الولايات المتحدة الأميركية في قائمة “المنظمات الإرهابية”.
وترتبط “النجباء” تنظيميًا بـ”حزب الله” اللبناني، وهم أشبه بـ”كتائب حزب الله” في العراق، كما تدير “حركة النجباء” اللواء 12 من قوات “الحشد الشعبي” وتعتبر من أكبر مكوناته العسكرية، ويتراوح عدد عناصرها من 8 إلى 10 آلاف عنصر، وفق وكالة “رويترز”.
وأوضحت ورقة تحليلية لـ”معهد واشنطن”، أن هناك “قناعة راسخة” بأن “النجباء” تابعة لفيلق القدس في “الحرس الثوري” الإيراني، وتتلقى تمويلا جزئياً منه، وتُظهر غالبية الأدلة أن إيران تزود الحركة بالمساعدة المالية والعسكرية وتتشارك معها معلومات استخباراتية، فضلاً عن مساعدتها في اختيار قيادتها ودعمها والإشراف عليها.
من هو أكرم الكعبي؟
منذ نشأتها في 2013 تمحورت “النجباء” حول شخصية أكرم الكعبي، وهو قائدها العسكري، الذي أدرجته وزارة الخزانة الأميركية في 2008 على قائمة “الإرهابيين العالميين المحددين بصفة خاصة”.
وتنتشر للكعبي عدة صور تجمعه مع زعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، وأخرى توثق ظهوره باللباس العسكري وبرفقة قائد “فيلق القدس” الإيراني سابقًا، قاسم سليماني.
وقبل تشكيله لـ”النجباء”، كان الكعبي أحد مؤسسي “جيش المهدي” بزعامة مقتدى الصدر، قبل أن ينشق عنه ليلعب دوراً بعد ذلك في تأسيس جماعة “عصائب أهل الحق”، التي نفذت عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية.
وذكر تقرير لوكالة “رويترز” نشر في 2017، إلى أن “النجباء تعتبر مثالا على سعي إيران لتوسيع نفوذها في العراق والمنطقة”، مؤكدة نقلا مصادر حينها، أن “مسلحي الحركة الذين يتلقون تدريبات يرسلون إلى دمشق في رحلات مباشرة من بغداد أو النجف”، وآخرون يتدربون مع “حزب الله” في لبنان، بعد أن يعبروا بريًا من العراق إلى سوريا، عبر البوكمال.
إسرائيل تستهدف قادة حزب الله
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ هدد قاسم وأكد أنه سيلقى مصير أسلافه.
واستهدفت إسرائيل معظم قادة حزب الله منذ بدء الحرب قبل حوالي عام، وكان أكبر تلك الاستهدافات اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
كذلك اغتالت قبل ذلك، فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز قادته العسكريين، في ضربة استهدفت الضاحية في 30 يوليو الماضي، فضلا عن علي كركي الذي كان يشغل مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب بغارة استهدفته في 23 سبتمبر.
ولم يسمِ الحزب حتى اليوم القائد البديل لنصر الله، بينما تحدث نعيم قاسم في عدة خطابات عقب اغتيال الأمين العام بصفة نائب.