تلعب مصر دورًا محوريًا في التوسط وتهدئة الصراعات في المنطقة، خاصة في حرب قطاع غزة. هذا الدور ينبع من تاريخ مصر الطويل في السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث تمتلك علاقات وثيقة مع جميع الأطراف المتصارعة وتعد من الدول التي تتمتع بثقل دبلوماسي كبير في العالم العربي.
ومنذ اندلاع النزاعات المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، تولت مصر دور الوسيط بين الطرفين، يعتمد هذا الدور على الاتصالات المستمرة مع حماس، والجهاد الإسلامي، والسلطة الفلسطينية من جهة، ومع الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى.
الهدف الأساسي لمصر هو الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع انفجار الوضع إلى نزاع أوسع قد يمتد إلى دول مجاورة.
وقد نجحت مصر مع قطر والولايات المتحدة في العام الماضي من إقرار هدنة بين حركة حماس وإسرائيل وتم تسليم رهائن، ومؤخراً تسعى مصر الي حلول سريعة لإنقاذ الموقف الذي انفجر بشدة.
المقترح المصري
وقد أفاد موقع “أكسيوس”، نقلا عن مصادر إسرائيلية، بأن مصر تقدمت بمقترح “مصغر” لصفقة تبادل رهائن مع حركة حماس، تتضمن وقفًا محدودًا لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأورد الموقع الأميركي، الاثنين، أن المدير الجديد لجهاز المخابرات العامة المصرية قدم لرئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي فكرة لصفقة “مصغرة” لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، قد تمهد الطريق لمفاوضات حول اتفاق أوسع، وفقًا لما ذكره مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس.
وعلى مدى العام الماضي، لعبت مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة، دور وساطة لوقف الحرب الدائرة منذ أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحماس، لكن المفاوضات متعثرة منذ شهرين تقريبا.
لكن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعتقدون أن مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار، يخلق فرصة لاستئناف المفاوضات لإطلاق سراح 101 رهينة ما تزال محتجزة لدى حماس وإقرار وقف لإطلاق النار في غزة، وفقا للموقع.
وبعد أقل من أسبوع على توليه منصبه، عقد رئيس المخابرات المصرية الجديد، حسن رشاد، اجتماعًا، الأحد، مع رئيس الشاباك، رونين بار، حسبما ذكر الموقع الأمريكي.
اقترح المصريون، بحسب ما نقله أكسيوس عن مصدر وصفه بالمطلع على المحادثات، البدء بـ “صفقة صغيرة” تتضمن إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن المحتجزين لدى حماس، مقابل أيام قليلة من وقف إطلاق النار في غزة.
وأخبر رئيس المخابرات المصري، أن “الصفقة الصغيرة” ستتبعها مفاوضات متجددة حول اتفاق أشمل للرهائن ووقف إطلاق النار.
وأيد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الفكرة المصرية بينما عارضها الوزيران القوميان المتطرفان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.