تُعرف حركة حماس بقدرتها على التكيف والتطوير في مواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث تستخدم موارد متنوعة، بما في ذلك مخلفات الجيش الإسرائيلي، لتصنيع أسلحة محلية. هذه الاستراتيجية تأتي ضمن محاولاتها لتعويض النقص في الإمدادات التقليدية وتجاوز الحصار المفروض على قطاع غزة.
مخلفات الجيش الإسرائيلي من الأسلحة والذخائر غير المنفجرة والصواريخ الفاشلة أو بقايا الدبابات والمركبات المدمرة تُعتبر مصدراً أساسيًا للحصول على المواد الخام.
بعد المواجهات العسكرية أو العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تُترك بعض هذه المخلفات، وتستغلها وحدات حماس الهندسية والتقنية.
تصنيع المخلفات العسكرية
يتم جمع هذه المخلفات وتصنيفها، ثم تُستخدم المواد المعدنية والمكونات الإلكترونية المستخلصة لتصنيع صواريخ محلية، عبوات ناسفة، وأسلحة أخرى.
ومؤخراً حولت حركة حماس قنابل إسرائيلية طراز Mk82 الأمريكية إلى عبوة شديدة الإنفجار، وهي قنابل من بقايا القصف الإسرائيلي ولم تنفجر، ثم وضعوها في كمين، وصادف مرور دبابة القيادة الإسرائيلية التي تطايرت في الهواء.
وكانت قد قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن حركة حماس تعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرته في قطاع غزة.
وقالت الإذاعة: إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن حماس تعيد إنشاء ورش لإنتاج الأسلحة.
ونقلت عن مسؤولين أمنيين مطلعين على التفاصيل لم تسمهم إنه لا توجد صعوبة اليوم في الحصول على متفجرات في غزة، فهي موجودة بكميات كبيرة وفي متناول اليد.
وتابعت، أن حماس تحاول استخدام مخلفات قنابل سلاح الجو الإسرائيلي التي تم إطلاقها ولم تنفجر، كمصدر للمواد المتفجرة لتصنيع أسلحة جديدة.
ويقدر كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي الذين يتعاملون مع هذه القضية، وفق الإذاعة، أنه من بين نحو 50 ألف قنبلة ألقاها سلاح الجو الإسرائيلي على غزة منذ بداية الحرب، لم ينفجر منها سوى نحو 5%، وهذا يعني، وفقًا للإذاعة، أن حوالي ألفين إلى 3 آلاف قنبلة سقطت، ولدى حماس القدرة على استخدامها كمواد خام.
والقدرات الهندسية لحماس تُسهم في تطوير الأسلحة من هذه المواد عبر إعادة تدوير بقايا المتفجرات غير المنفجرة وإعادة استخدامها في تصنيع رؤوس صواريخ جديدة.
الحركة تعتمد على الخبرات المحلية وأحيانًا تستفيد من دعم فني أو تدريبات خارجية لتطوير تقنياتها، خلال السنوات الماضية، تمكنت حماس من تصنيع صواريخ متوسطة وبعيدة المدى باستخدام هذه الموارد، مما زاد من قدرتها على استهداف المدن الإسرائيلية البعيدة عن قطاع غزة.