ذات صلة

جمع

الفصائل العراقية على طريق حزب الله.. إسرائيل تسعى لاغتيال قادتها

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا لافتًا في الصراع بين...

تسريبات.. لاريجاني التقى سرًا مع رئيس الكتلة النيابية لحزب الله‬⁩ في بيروت

ما زالت زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني لسوريا...

انتهاكات وظلم الحوثي.. كيف يدفع الحوثي الشعب نحو الانهيار؟

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء أوضاعًا متدهورة بسبب الانتهاكات المتزايدة...

الحرب في غزة فرصة للجماعات المتطرفة.. آليات التجنيد وتعزيز النفوذ

تستغل الجماعات المتطرفة الحرب في غزة لتعزيز وجودها ونفوذها مستفيدة من حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة. منذ بداية الصراع، بدأت بعض هذه الجماعات بتحريك حملات دعائية مكثفة، تروج لخطاب المقاومة والجهاد، مستغلة مشاعر الغضب والاحتقان الشعبي ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

هذه الدعاية تركز على الترويج لفكرة أن المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد؛ مما يجذب الشباب الغاضب أو المستاء من عدم جدوى الحلول السياسية.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات السرية، تبث هذه الجماعات رسائل تدعو إلى التطوع والانضمام لصفوفها، مستفيدة من الدمار الذي تخلفه الحرب والإحباط العام من المجتمع الدولي.

تستغل الجماعات كذلك اللقطات المروعة من النزاع في غزة لتجنيد مقاتلين جدد، مستخدمة أسلوبًا عاطفيًا يشحن المتابعين، خاصة في المناطق المحرومة أو التي تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة.

التعاون مع المهربين

بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه الجماعات بالتعاون مع شبكات تهريب السلاح والأموال، بهدف تعزيز تسليحها وتوسيع قدراتها العملياتية في ظل انهيار المؤسسات الأمنية في بعض المناطق.
كما تتزايد الأنشطة الإرهابية، مستفيدة من تفكك الحكومات أو ضعف سيطرتها في ظل انشغال الدول المحيطة بالأزمة في غزة.
اتسمت البيانات الصادرة عن بعض التنظيمات الإرهابية مع بداية الحرب في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”، بكثافة التعاطي معها، ومحاولات لتوظيف الوضع في فلسطين المحتلة لصالحها لإعادة تنظيم صفوفها في شن هجماتها، واستقطاب مقاتلين جدد، وتجنيدهم باسم الجهاد.


واستخدمت رسائل تحريض على العنف، كبيان تنظيم القاعدة فرع التنظيم في اليمن، الموجه إلى الفصائل الفلسطينية، حينما ذكر “أيها المجاهدون قد بدأتم السير فأكملوا المسير، وأياكم التراجع فإن في ذلك هلاككم وتسلط العدو عليكم وعلى أهلكم وشعبكم وأمتكم، فالله الله في الثبات”، وأيضاً “إلى أسود الإسلام في الضفة الغربية.. أشعلوا الضفة الغربية ناراً تحت أقدام اليهود، وباغتوهم من كل بيت وحارة وشارع، ولا تجعلوهم يستفردون بإخواننا وإخوانكم في قطاع غزة”، فضلاً عن التركيز على إبراز هشاشة وضعف إسرائيل، وكذلك انتقاد الدعم الدولي لإسرائيل ولا سيما الأمريكي.
وفي الخامس من سبتمبر، أصدرت جماعة جديدة في غزة تدعى “حراس المسرى” برنامج أيديولوجي يعكس الرؤية العالمية لتنظيم “القاعدة”، بالإضافة إلى الدعوة إلى حكم الشريعة، انتقدت الوثيقة العديد من الجهات المعتادة التي يعتبرها تنظيم “القاعدة” رسميًا منافسة لها، مثل حزب الله وإيران وتنظيم داعش والفصائل الإسلامية التي تخضع لحكومات الدول، ومن اللافت للنظر أن الوثيقة لم تذكر “حماس”.
وعلى مدار الشهر الماضي، تم تداول هذه الوثيقة وإصدارات أخرى من “حراس المسرى” من قبل مؤثرين مؤيدين لتنظيم “القاعدة” على تلغرام؛ مما عزز شرعية هذه الجماعة الجديدة، وأشار إلى أنها قد تكون فرعًا رسميًا لتنظيم “القاعدة” في غزة، وفي الماضي، غالبًا ما كان تنظيم “القاعدة” يلتزم الصمت بشأن علاقاته الرسمية مع الفروع التابعة له إلا إذا اضطر إلى الاعتراف بها علناً، كما حدث مع حركة “الشباب”، و”أنصار الشريعة في تونس”، و”جبهة النصرة” في سوريا.


لذلك، فإن صمت التنظيم بشأن وجود فرع جديد محتمل في غزة لن يكون خارجًا عن المألوف.
التقارير الأمنية تؤكد أن العديد من الجماعات تستغل أيضًا المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب كوسيلة لتعزيز نفوذها، من خلال تقديم المساعدات لبعض المجتمعات المتضررة؛ مما يسهم في تحسين صورتها أمام هذه الفئات.
في هذا السياق، يمكن أن تحاول كسب ولاء المدنيين أو تقديم نفسها كبديل عن المؤسسات الحكومية أو الفصائل الأخرى.
تسعى الجماعات المتطرفة إلى تحويل الحرب في غزة إلى صراع عالمي، مستفيدة من توتر العلاقات الدولية واستقطاب المجتمع الدولي بين مؤيد ومعارض للصراع.