مع اغتيالات مستمرة من الجانب الإسرائيلي نحو قادة حركة حماس وقادة حزب الله، إلا إن منذ أكثر من عام يبدو أن يحيى السنوار زعيم حركة حماس المطلوب والموضوع على رأس قائمة الاغتيالات بدا وكأنه بعيد المدى عن القوات الإسرائيلية المدعومة بشكل كبير من المخابرات الامريكية التي تدعمهم بالمعلومات.
قائمة الاغتيالات الإسرائيلية شملت أسماء بقوة أكبر من السنوار نفسهم وعلى رأسهم زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي هدد إسرائيل على مدي ما يقرب من 30 عاماً، وكذلك إسماعيل هنية القائد السابق لحركة حماس وأيضاً، محمد الضيف الذي جعل من إسرائيل تبحث عنه في ظل صعوبة الوصول إليه ولكن السنوار حتى الآن يعيش في مرحلة خطرة في ظل البحث عنه من قبل إسرائيل.
ويثير استمرار تواري زعيم حماس عن الأنظار وعدم قدرة إسرائيل على الوصول إليه بعد أكثر من عام على الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر بالعام الماضي جدلاً كبيرًا، ولكن تم الكشف عن “النظام البدائي للرسائل المشفرة هو من يبقي زعيم حماس على قيد الحياة”، وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
التي ترى أن زعيم حركة حماس الحالي، يحيى السنوار، لم يكن ليظل حيا حتى اليوم لولا نظام الاتصالات منخفض التقنية، المصقول في السجون، والذي يحميه من الشبكة الاستخباراتية الإسرائيلية.
خطط السنوار للتخفي
السنوار تجنب، إلى حد كبير، المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها، والتي أودت بحياة قادة آخرين للفصائل المسلحة، ويستخدم نظاما معقداً من الموصلات والرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد والتي تسمح له بتوجيه عمليات حماس حتى أثناء الاختباء في الأنفاق تحت الأرض.
حيث يقوم السنوار “بكتابة رسالة بخط اليد أولاً ومن ثم تُمرر إلى عضو موثوق به في حماس ينقلها على طول سلسلة من الرسل، وغالبا ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة لمستلمين مختلفين في ظروف وأوقات مختلفة، بناءً على نظام طوره السنوار وغيره من السجناء أثناء وجودهم في السجون الإسرائيلية. لتصل الرسالة بعد ذلك إلى وسيط داخل غزة أو إلى أحد عناصر حماس الآخرين الذين يستخدمون الهاتف أو أي وسيلة أخرى لإرسالها إلى أعضاء الجماعة في الخارج”.
ويعود هذا النهج البدائي في الاتصالات إلى نظام استخدمته حماس في سنواتها الأولى، والذي تبناه زعيم حماس عندما اعتقل في عام 1988 وسُجن لاحقا في سجن إسرائيلي، وأنه على الأرجح تمكن في غزة من إنشاء نظام اتصالات يتغلب على جمع المعلومات الاستخباراتية الحديثة، وفقًا لما ينقله التقرير عن خبراء.
وشغل السنوار منصب رئيس الحركة في غزة، وتضعه إسرائيل على رأس مطلوبيها في غزة، “حيا أو ميتا”، بحسب ما صرّح مسؤولون لموقع أكسيوس الأمريكي.
يحيى السنوار.. يعتقد المسؤولون الإسرائيليون، أن التخلص من السنوار سيعجّل بانهيار حماس عسكريًا، كما سيضع نهاية للحرب التي بدأت بهجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ويقول مسؤولون إسرائيليون: إن السنوار هو الرأس المدبر لتلك الهجمات، رفقة عناصر أخرى في الحركة، بما في ذلك محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس، ونائبه مروان عيسى.