تتسارع وتيرة الأحداث على الحدود الجنوبية للبنان، حيث اندلعت مواجهة كبرى بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي في واحدة من أعنف التصعيدات منذ سنوات، الاشتباكات التي بدأت بهجمات متبادلة عبر الحدود، تنذر بتصاعد خطير قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وأزمات اقتصادية متفاقمة.
حزب الله بدأ الهجوم بشن ضربات صاروخية دقيقة على مواقع عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود، مستهدفًا نقاط تجمع للجيش الإسرائيلي، ردت إسرائيل على الفور، باستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة لقصف مواقع للحزب في جنوب لبنان. القصف الإسرائيلي طال عدة قرى جنوبية؛ مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين، وتسبب في نزوح جماعي للأهالي إلى المناطق الشمالية من لبنان.
وعقب إعلان حزب الله اللبناني، أنه تصدى لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة عديسة الحدودية، وأجبرها على الانسحاب، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن قتالاً عنيفاً يدور في جنوب لبنان، ويأتي إعلان الطرفين، بعد يوم من التقارير المتضاربة، عن بدء الجيش الإسرائيلي عملية برية بهدف فرض منطقة عازلة على الحدود.
وقال حزب الله – في بيان له-: إن مقاتليه كبّدوا العدو خسائر، لكن لم يتسنَّ التأكد من صحة هذا الإعلان، مشيرًا – في بيان منفصل-، إلى أن عناصر حزب الله استهدفوا أيضًا قوات إسرائيلية في ثلاث نقاط مختلفة، عبر الحدود، بالصواريخ والمدفعية.
وقد أطلقت إيران، مساء الثلاثاء، مئات الصواريخ الباليستية على مدن إسرائيلية عدة، فيما توعدتها تل أبيب بعواقب مؤكدة أنها سترد على الهجوم الذي تسبب في خسائر محدودة، في الوقت والمكان اللذين نقررهما، وقبل الهجوم الذي أطلقت عليه الوعد الصادق 2، أخطرت إيران الولايات المتحدة وروسيا.
وقال الحرس الثوري الإيراني – في بيان-: إن الهجوم، ثأر لمقتل زعيمي حزب الله حسن نصر الله وحماس إسماعيل هنية، والقيادي في الحرس الثوري عباس نيلفروشان.
وقد حذر الحرس الثوري إسرائيل من أنها ستواجه هجمات قاسية ومدمرة في حال الرد على هذه العملية التي قال إنها جاءت بعد فترة من ضبط النفس أمام انتهاك سيادة إيران.
في المقابل، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة فيسبوك: إن قتالاً عنيفاً يدور في جنوب لبنان، متهماً حزب الله باستغلال البيئة المدنية والمدنيين دروعاً لهجماته، وحذر سكان جنوب لبنان من الانتقال بالمركبات من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه، متوعداً بأن الجيش سيعمل على تعطيل تحركات عناصر حزب الله، ومنعهم من تنفيذ هجماتهم. ودعا إلى عد التحذير سارياً حتى إشعار آخر.