ذات صلة

جمع

الإخوان في ليبيا.. مناورات في الظل ونفوذ متشعب وسط الفوضى

تشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام تصاعدًا لافتًا في...

هل تُمهّد بغداد لانطلاقة دبلوماسية عربية أكثر تأثيرًا في ملف غزة؟

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الرابعة...

ليبيا تشتعل.. مظاهرات في طرابلس والإخوان يُهاجمون “الردع” ويدعمون الدبيبة

تشهد ليبيا حالة من الاحتقان الشعبي والتوتر الأمني المتصاعد،...

قمة بغداد 34.. ملفات نارية على طاولة الزعماء العرب وسط تحديات إقليمية متصاعدة

تتجه أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، التي...

إيران تُنفّذ اغتيالات بالخارج عبر عصابات إجرامية.. هذه أبرز الأسماء!

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات النظام الإيراني...

التوغل الإسرائيلي يشعل أزمات النزوح ويعمق أزمة الموارد

تزايدت المخاوف بشأن انعكاسات التوغل الإسرائيلي الأخير في لبنان على الأمن الإقليمي، في ظل تصاعد التوترات بين الطرفين وتأثير ذلك على استقرار المنطقة.

هذا التوغل يعكس استمرار التوترات التاريخية بين إسرائيل وحزب الله، الذي يعد لاعباً رئيسياً في السياسة اللبنانية، وجماعة مسلحة تمثل تهديداً مستمراً للأمن الإسرائيلي.

والتوغل الإسرائيلي يأتي في سياق تبادل القصف المتكرر بين الجانبين، وهو تطور قد يؤدي إلى تصعيد أوسع نطاقاً إذا لم يتم احتواء الوضع سريعاً، لبنان يعاني من أزمات داخلية سياسية واقتصادية عميقة، مما يضعف قدرته على التعامل مع أي تصعيد عسكري جديد قد يزيد من تعقيد الأمور.

وإقليمياً، التوغل الإسرائيلي يحمل تداعيات تتجاوز الحدود اللبنانية، الدول المجاورة، مثل سوريا والعراق، يمكن أن تتأثر، لا سيما مع وجود جماعات مدعومة من إيران في المنطقة.

إيران بدورها تعد الداعم الرئيسي لحزب الله، مما يزيد من احتمالية أن يؤدي أي تصعيد إلى جر إيران أو الولايات المتحدة إلى النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر.

هذا الأمر يعيد إلى الواجهة خطر اشتعال مواجهة إقليمية واسعة، خصوصاً في ظل توترات سابقة بين إيران وإسرائيل.

من ناحية أخرى، الأمن في منطقة الخليج قد يتأثر نتيجة لتورط إيران المحتمل، مما قد يؤدي إلى اضطراب في أسواق النفط أو تداعيات اقتصادية أخرى.

كما أن تزايد الضغوط على الجبهات المختلفة في الشرق الأوسط يعزز المخاوف من تأجيج الصراعات المتعددة القائمة، لا سيما في ظل غياب حلول دبلوماسية فعالة.

ولعل الحديث عن اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، كان بمثابة أبرز ما حذرت منه مصر، منذ بداية العدوان على غزة، ليس فقط فيما يتعلق بمستقبل الإقليم، وإنما بات الأمر مرتبطاً إلى حد كبير بالعالم بأسره، وفي القلب منه الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، خاصة مع التداعيات الكبيرة المترتبة على الأوضاع الراهنة، على التجارة العالمية، ناهيك عن تأثيراتها على قطاعات حيوية، على غرار قطاعي الغذاء والطاقة، وهي القطاعات التي أنهكتها المستجدات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، بدءًا من أزمة الوباء، في أواخر العقد الماضي، مروراً بالصراع في أوكرانيا، وحتى العدوان على غزة، حيث إن ثلاثتهم ساهموا بصورة كبيرة في إعاقة حركة التجارة، وسلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يعكس التأثير الكبير لأزمة القطاع في تفاقم الأزمات التي تعاني منها الشعوب في الغرب، وتضع الحكومات في موقف حرج.

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن الأثر الاقتصادي لهذا التصعيد كان واسع النطاق، حيث شهدت المنطقة ارتفاعاً كبيراً في الأسعار نتيجة للتأثيرات المتراكمة من الحروب، بما في ذلك الحرب الروسية-الأوكرانية. قناة السويس، التي تُعتبر شرياناً حيوياً للتجارة العالمية، تأثرت بشكل ملحوظ نتيجة انخفاض حركة الملاحة عبر البحر الأحمر. كما ساهمت هذه التوترات في زيادة تكاليف المعيشة واستمرار ارتفاع الأسعار، وهو ما يثقل كاهل الاقتصاد الإقليمي بشكل عام.

ويضيف الرقب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن من ناحية أخرى، أثر هذا التصعيد على التركيبة الديموغرافية في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة ولبنان، حيث تتزايد أعداد النازحين والمهجرين. في غزة وحدها، ارتقى نحو 42,000 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، مما ترك فراغاً كبيراً في الطبقة الجيلية وأثر بشكل عميق على المجتمع.

تأثير آخر لا يقل خطورة هو “صناعة الكراهية”، التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة على المدى الطويل. وعلى الرغم من استبعاد نشوب حرب إقليمية شاملة، إلا أن استمرار هذا التصعيد سيؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تمتد من غزة إلى لبنان وربما إلى اليمن والعراق، ما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار في المستقبل القريب.

spot_img